الزناة المؤمنون ...والزناة الكفار

بقلم : شفيق بطرس

رجعت بى الذاكرة الى أكثر من أربعين عاما حيث كنت طالباً نزح من الصعيد للدراسة بالقاهرة وأسكن مع مجموعة من الطلبة الصعايده بأحد الشوارع المتفرعة من شارع كلوت بك، كانت متعتنا بالنزول لهذا الشارع التاريخى العريق المشهور بالبواكى وهى أرشات من المبانى تحتضن داخلها ممرات للمشاة تفصلها عن الشارع المغطى بالبلاط الحجرى الأملس الرمادى بلون الأبنوس وهذه الممرات مكتظة بالباعة وعربات الفول والكشرى وبعض غُرز لبيع الشاى،

كانت هنالك حارة تسمى شق التعبان تتراص على جانبيها عمارات تاريخية رائعة الهندسة المعمارية الأوربية، يقولون أنها كانت لوكاندات للجيش الأنجليزى وقت الإحتلال، وفى مداخل هذه العمارات كنت ترى القوادون بجلاليبهم الحريرية البيضاء والطواقى الدبلان وهم ممسكون بعصى رفيعة طويلة ( خزرانة) مزينة لزوم العياقة وليس للفتونة، تخيلت أحد هؤلاء القوادين وهو يسأل الزبون قبل التصريح له بالمرور لدرب الهوى وسلالم المتعة المحرمة : بطاقتك يا  دالعدى يافندينا !!! إيه ده أنت نصرانى؟ ..لأ ... غير مسموح لكم بالمرور لأنكم كفار، الرزيلة عندنا للمؤمنين فقط !!!

 كانت زيارتى للوطن الغالى مصرنا الحبيبة عبر ثوان معدودات بقارب الخيال السحرى بعد أن قرأت عن مدرس الكيمياء الملتحى بمدرسة "أبو المطامير" الثانوية للبنات، والذى إعترف بقيامه بتصوير تسعة طالبات بدون ملابسهن، وهددهن بطبع الصور على سى دى، حتى يجبرهن على ممارسة الجنس معه، صاحبنا هذا إعترف أنه ينتمى إلى التيار السلفى وهو عضو بحزب النور السلفى وصورته وهو طليق اللحية وحليق الشارب والعيون مُسبلة من الورع والتقوى والقورة عليها مجموعة ذبائب بحجم العصافير من علامات الصلاة، وقد إعترف بعد القبض عليه ومواجهته بجرائمه الوقحة أنه قد قام بتصوير تلميذاته التسعة على فلاشة مسجل عليها بالصوت والصورة وهن فى أوضاع مثيرة وعاريات تماماً !!

رجعت بى الذاكرة الى أكثر من أربعين عاما حيث كنت طالباً نزح من الصعيد للدراسة بالقاهرة وأسكن مع مجموعة من الطلبة الصعايده بأحد الشوارع المتفرعة من شارع كلوت بك، كانت متعتنا بالنزول لهذا الشارع التاريخى العريق المشهور بالبواكى وهى أرشات من المبانى تحتضن داخلها ممرات للمشاة تفصلها عن الشارع المغطى بالبلاط الحجرى الأملس الرمادى بلون الأبنوس وهذه الممرات مكتظة بالباعة وعربات الفول والكشرى وبعض غُرز لبيع الشاى،

كانت هنالك حارة تسمى شق التعبان تتراص على جانبيها عمارات تاريخية رائعة الهندسة المعمارية الأوربية، يقولون أنها كانت لوكاندات للجيش الأنجليزى وقت الإحتلال، وفى مداخل هذه العمارات كنت ترى القوادون بجلاليبهم الحريرية البيضاء والطواقى الدبلان وهم ممسكون بعصى رفيعة طويلة ( خزرانة) مزينة لزوم العياقة وليس للفتونة، تخيلت أحد هؤلاء القوادين وهو يسأل الزبون قبل التصريح له بالمرور لدرب الهوى وسلالم المتعة المحرمة : بطاقتك يا دالعدى يافندينا !!! إيه ده أنت نصرانى؟ ..لأ ... غير مسموح لكم بالمرور لأنكم كفار، الرزيلة عندنا للمؤمنين فقط !!!

كانت زيارتى للوطن الغالى مصرنا الحبيبة عبر ثوان معدودات بقارب الخيال السحرى بعد أن قرأت عن مدرس الكيمياء الملتحى بمدرسة "أبو المطامير" الثانوية للبنات، والذى إعترف بقيامه بتصوير تسعة طالبات بدون ملابسهن، وهددهن بطبع الصور على سى دى، حتى يجبرهن على ممارسة الجنس معه، صاحبنا هذا إعترف أنه ينتمى إلى التيار السلفى وهو عضو بحزب النور السلفى وصورته وهو طليق اللحية وحليق الشارب والعيون مُسبلة من الورع والتقوى والقورة عليها مجموعة ذبائب بحجم العصافير من علامات الصلاة، وقد إعترف بعد القبض عليه ومواجهته بجرائمه الوقحة أنه قد قام بتصوير تلميذاته التسعة على فلاشة مسجل عليها بالصوت والصورة وهن فى أوضاع مثيرة وعاريات تماماً !!

بعد القبض عليه والتحفظ على الفلاشة والموبايل تبين قيامه بتحميل عدة مقاطع لأفلام إباحية، وهنا السؤال الذى يطرح نفسه : هل تركه شعب ابو المطامير وأنتظروا التحقيقات والقضاء يأخذ وقته ومجراه لأنه مسلم ومؤمن سلفى يرتدى الجلباب والسروال والصندل والطاقية بل صرح لمن يحققون معه بتصريح مضحك قائلاً "أنا أخاف الله" ؟؟؟

لماذا لم يقوموا بحرق منزله والشارع كله وطرده من القرية؟ وهل الأنتقام للشرف فقط يظهر عندما يكون الجانى من النصارى ؟

 

ماذا عن قصة الشاب المسيحى "جرجس بارومى" .. بائع الفراخ الغلبان، وإتهامه بهتك عرض فتاة بالطريق العام لم تتعدى 12 عاماً من عمرها نحيفة بدون أى ملامح للجمال أو الإثارة ورغم إستحالة الواقعة، وثبوت عجز جرجس الجنسى إلا أن الغوغاء بإسم الإسلام قاموا بالإعتداء على منازل الأقباط بالقرية وما سمعنا عنه من نهب وحرق للممتلكات والمخازن والماشية والصيدليات بل وصل الأمر لطرد الأسرة وكل من حولهم من القرية بالتهجير القسرى بل وبعدها وأنتقاما لشرف الفتاة الكاذبة صاحبة القصة الملفقة قام السفاح الكمونى بحصد أرواح ستة من خيرة شباب نجع حماد فى ليلة عيد الميلاد على رصيف الكنيسة بدون أى ذنب فعلوه.

 

نتذكر قصة أقباط العامرية والقصة متكررة فى كل مرة، إتهام رجل مسيحى بوضع صورة لسيدة مسلمة على هاتفه المحمول، وتم تداول الصورة .. وكلها إدعاءات كاذبة .. إلا أنها أدت فى النهاية إلى نهب وتدمير وحرق منازل الأقباط بل وطردهم من القرية وحرق الكنيسة ورفض أى تدخل بالصلح أو حتى التعويض المادى والتصميم على التهجير القسرى الممنهج لأقباط القرية بعد الأخرى بنفس الإتهامات الكاذبة، وحتى لو كانت هذه الأتهامات صحيحة هناك قانون وقضاء ومحاكم، كم مرة تكررت هذه الكوارث فى كل أرض الكنانة من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، هل الزناة المؤمنون يختلفون عن الزناة الكفار؟ وهل الرزيلة لو أرتكبها الكافر أوغير المسلم هى مرفوضة وممقوتة ويحرقون عقابا لأرتكابها بلاد وبلاد ويهجرون ويطردون عقابا على أرتكابها الأسر والعباد ويهدمون ويحرقون الكنائس ؟؟؟

 

لماذا قطعوا أذن القبطى وتم طرده وترحيله من القرية لمجرد إشاعة ولماذا يحدث نفس الشغب والكوارث والحرائق والطرد وعدم انتظار العدالة لتأخذ مجرها لو فعلها نصرانى ضد مسلمة حتى ولو كانت شائعات؟ لماذا لم يفور الدم الحر فى عروق المسلمين بأبو المطامير ويثورون ويحرقون ويدمرون بيت الذئب مدرس الكيمياء ويمسكون به ويفترسونه أنتقاماً لشرف بناتهم ؟

 

لماذا قابلوا بشاعة جريمته الوقحة ببرود وفتور وكأن شيئاً لم يكن؟

 

وأخيرا ما الفرق بين الزناة المؤمنون والزناة الكفار؟؟؟ بقلم : شفيق بطرس


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com