النرجسية الدينية

مدحت قلادة

" من بحث فى أخطاء الآخرين لن يجد الوقت لإصلاح ذاته "

مكمن الخطرفي المعضلة المصرية حالياً هو باختصار التيارات الدينية المسيطرة على كل شئ حالياً.. وخطورة هذه التيارات تكمن في اعتقادها أنها تملك الحقيقة المطلقة..بل أنهم يتنازعون فيما بينهم على الريادة الدينية والسلطوية.

و هذا الاعتقاد (امتلاك الحقيقة) أصابهم بالتخمة الفكرية والشيفونية وجمد عقولهم فمنعوها من التفكير فى جوهر الله وهدفه من خلق البشرية فشوهوا صورة الله بأعمالهم فصاحوا يكبرون ويهللون وسط الذبح والنحر...وأصبحوا يسعدون وسط نزيف الدماء للعديد من الضحايا.

الله إله خير ونحن نطلق عليه صانع الخيرات الله الرحوم وأيضا إله الحب بل الحب الخالص ونطلق عليه الله محبة وهو العدل والرحمة معاً فإخوتنا المسلمين يؤمنون بأن " العدل من أسماء الله " ولكن أصحاب النرجسيات الدينية ملكوا الحقيقة والله ذاته داخلهم فأصبحوا يتحدثون بلسان الله وصحيح الدين بل أنهم حللوا الحرام ومنعوا الحلال لذلك فليس بغريب أن تصدر فتوى من الشيخ عمر عبدالرحمن مفتي تنظيم الجهاد فتوى الاستحلال " وجوب سرقة أموال الأقباط..لتمويل أعمالهم الإرهابية " التى صوروها على أنها أعمال جهادية!

إنها نرجسية دينية جعلته يتحدث ويفتى بكلمات شيطانية ونسبها إلى الله.
أصحاب النرجسيات الدينية يسعون فى الأرض فسادا فشغلهم الشاغل ليس ماذا نصنع لحل مشاكل ذويينا بل كيف نربيهم ونسوقهم للتربية السليمة حسب اعتقادهم...أصحاب النرجسيات هم أكثر الناس اهتماما بالغيبيات وحياتهم فى غيبيات.. الجنة أرضنا الإيمان الصحيح إيماننا..متجاهلين الحقيقة إنهم لم يذهبوا إلى هناك ليذكروا ماذا حدث لهم.

أصحاب النرجسيات الدينية لا يعيشون الحاضر ليفكروا بحل مشاكل ذويهم بل يعتقدون دائماً أنهم الأفضل والأرقى والكثر تديننا فليس بغريب أن تجدهم يسوقون الآخرين بعصيان كالخراف ليصلوا وهم أنفسهم خارج مكان الصلاة فهم لايحتاجون للصلاة لأنهم الأفضل..أصحاب النرجسيات الدينية لايهتموا بتقديم إيمانهم من أعمال جميلة لخدمة البشر بل اهتمامهم الأكبر هو فحص والبحث فى نقائص أديان الآخرين لإثبات الريادة والسيادة؟؟ من أجل تحويل الكل لدينهم وفكرهم... ضاربين عرض الحائط بكلمات صريحة " إن شاء ربك لجعلها أمة واحدة " أصحاب النرجسيات الدينية هم مرضى عميان عديمى الحس ولم يشفوا لأن الإحساس بالمرض هو بداية الشفاء فهم انطلاقا من النرجسة الدينية يسبون الآخر أيا كان دينه ويتهمونه بالكفر والشرك والبعد عن الحق بينما هم فى الواقع كفرة بالجمال والحب وكل شىء سامى للنفس والعقل..

أصحاب النرجسيات الدينية هم لصوص وعتاة لأنهم لم يسرقوا مال وأموال الآخر فقط ولم يستبيحوا دمه وشرفه وعرضه فقط إنما سرقوا ونهبوا حق الله " الديان " سيأتى ويعطى الجميع حسب أعماله فسرقوا حق الديان وتقمصوا شخصية الديان.

أصحاب النرجسات الدينية هم لاعرفوا جوهر الله فالله محبة الله عادل الله رؤوف... وهذا مقالى المقبل


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com