جبهة قتال فى المقطم
اشتعلت أحداث العنف، مساء أمس، فى محيط مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وتحولت المنطقة إلى جبهة قتال فى جنح الظلام بين شباب الجماعة والمتظاهرين المشاركين فى مليونية جمعة «رد الكرامة»، وتبادل الطرفان إطلاق الخرطوش والمولوتوف والحجارة رغم انقطاع الكهرباء عن أعمدة الإنارة،
وأسفرت الاشتباكات عن ٢٠٦ مصابا.وتسابق الطرفان فى تنفيذ خطط تكتيكية للسيطرة على الموقف، بدأت بالتنافس على منطقة الجبل أعلى مطلع المقطم، ونجح شباب الإخوان فى إجبار المتظاهرين على التخلى عنها بعد أن هاهجموهم بالحجارة، كما أعد شباب الجماعة كمينا للمتظاهرين، الذين تجمعوا على ناصية شارع ٩، وهاجموهم من جهة ميدان النافورة، لكن المتظاهرين أجبروهم على التقهقر وأغلقوا مداخل المنطقة، ومنعوا وصول سيارات الإمدادات إلى الجماعة،
ونجح كل طرف فى احتجاز عدد من الطرف الآخر كرهائن بعد سحلهم وتعذيبهم.واعتدى عدد من شباب الإخوان على محمد طلعت داوود، الصحفى بـ«المصرى اليوم»، و«محمد طارق» بـ«جريدة الوطن» بالشوم، واصطحبوهما إلى أمام مقر الجماعة لتصوير المصابين فى صفوفهم.
وقال الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، إن عدد المصابين فى الاشتباكات ارتفع إلى ٢٠٦ ، بينهم ١٢٧ حالة تم نقلها إلى المستشفيات و٢٩ تم علاجها ميدانيا.وأوضح رئيس هيئة الإسعاف أنه تم نقل ٣٢ مصابا للمستشفيات وإسعاف ٣٩ آخرين عن طريق سيارات الإسعاف المتمركزة بمحيط الاشتباكات، لافتا إلى أن الإصابات بسيطة، وتراوحت بين الجروح والكدمات.
كانت المتظاهرون اقتحموا مقر الحرية والعدالة بمنطقة المنيل، وحطموا جميع محتوياته ومكبرات الصوت وصور الرئيس محمد مرسى.وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، «ما يحدث أمر طبيعى، ولا يزعجنى رغم ألمى للإصابات والتضحيات والوقت الذى يهدر فيما لا يفيد، مضيفا فى تدوينة على (فيس بوك): «الإخوان دعوة ربانية وإنسانية عالمية».
وتحول ميدان النافورة فى مدخل المقطم إلى ساحة معركة استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الفارغة والألعاب النارية من الجانبين، وأدى ذلك إلى تراجع المؤيدين من جماعة الإخوان المسلمين.
وتمكن المحتجون من الإمساك ببعض الأشخاص التابعين لجماعة الإخوان، وانهالوا عليهم بالضرب، واحتجزوهم فى مكان آمن، وسقط العشرات من جانب المحتجين، مصابين بإصابات سطحية ناتجة عن إلقاء الحجارة