بالأسماء.. الأقباط محافظون ورؤساء حكومة في عهد محمد على 

كتب: سليمان شفيق 
لا شك أن حكم الإخوان المسلمين لمصر يجسد وبحق كل معاني التخلف والرجعية والإساءة للإسلام، قبل الإساءة لأقباط مصر، وجاءت التعديلات الوزارية وحركة المحافظين لتؤكد ذلك، فمن "الأخونة" إلى توقف نمو عدد الوزراء الأقباط ليصبح وزيرة واحدة، د. نادية زخاري "للبحث العلمي"، كذلك لم يعين محافظين أقباط منذ 1952 سوى مرتين، وإن دل ذلك على شيء، فهو يدل على جهل "عصامي" من الجماعة بمصر والمصريين.
فمنذ وزارة سعد باشا زغلول الأولى 1924 صار التقليد تعيين وزيرين قبطيين، وفي عهد أسرة محمد علي (1805 /1952) تم تعيين 22 محافظًا قبطيًا، وفي ذلك العصر أيضًا تبوأ الأقباط سائر الوزارات بما في ذلك وزارة الحربية (صليب باشا سامي)، والحقيقة أن ذلك الرجل الذي لم يأخذ حقه من الباحثين، جسد وبحق السماحة الليبرالية، والمواطنة، ومعيار الكفاءة، فقد تبوأ صليب، من وزارة حسين سري باشا 1940، وحتى وزارة علي ماهر باشا "24 يوليو 1952"خمس وزارات (الحربية ،التجارة، الصناعة، الخارجية، الزراعة، المالية) وأكثر من ذلك كان تبوء الأقباط ثلاث مرات  رئاسة الوزراء( نوبار باشا، بطرس غالي باشا، ويوسف فهمي باشا)، وكأننا نتقدم للخلف.
ومن المؤسف وبحق أن مصر منذ 1952 لم تشهد ولو لمرة واحدة تعيين قبطي في وزارة سيادية سوى
"يوسف بطرس غالي، وزيرًا للمالية 1997" ، ومرتين فقط جرى تعيين محافظ قبطي: اللواء فؤاد عزيز غالي، لجنوب سيناء 1980، واللواء مجدي أيوب، لقنا 2006، ترى ما هي الإشكالية في تعيين محافظين أقباط؟ الإجابة على هذا السؤال برزت في 14 أبريل 2011، حينما عُين اللواء عماد شحاتة ميخائيل، محافظًا لقنا، وبعد ساعات من تعيينه قطعت مجموعة من "السلفيين" خط السكك الحديدية، ورفضوا تعيينه "وليًا عليهم"، واستمرت الأزمة ثلاثة أسابيع، ورضخت حكومة "شرف" الثورية للسلفيين!! وتم تكريس قطع السكك الحديدية وإهدار المواطنة في مصر.
الغريب والمدهش أنه قبل 200 عام تقريبًا، كان ‏محمد‏ ‏علي،‏ ‏أول‏"‏حاكم‏ ‏مسلم‏" ‏يمنح‏ ‏الأقباط‏، رتبة ‏"البكوية‏" ‏ويعيينهم‏ ‏كحكام‏ ‏أقاليم‏ (‏رتبة‏ ‏المحافظ‏ ‏ورئيس‏ ‏المدينة‏ ‏حاليًا‏)، ‏فقام‏ ‏بتعيين كل من: بطرس‏ ‏أغا‏ ‏أرمانيوس‏، ‏حاكمًا‏ ‏على‏ ‏برديس، ‏فرج‏ ‏أغا‏ ‏ميخائيل،‏ ‏حاكمًا‏ ‏على‏ ‏دير‏‏مواس‏، ميخائيل‏ ‏أغا‏ ‏عبده،‏ ‏حاكمًا‏ ‏على‏ ‏الفشن‏،
كذلك رزق‏ ‏أغا‏، ‏حاكمًا‏ ‏على‏ ‏الشرقية‏، وباسليوس،‏ ‏ابن‏ ‏المعلم‏ ‏غالي،‏ ‏مديرًا‏ ‏لحسابات‏ ‏الحكومة‏، وحنا‏ ‏المنقبادي‏ ‏سكرتيرًا‏ ‏لمديرية‏ ‏عموم‏ ‏قبلي‏.
والمعلمون‏ ‏جرجس‏ ‏ويعقوب‏ ‏وبشارة‏ ‏وجرجس‏ ‏الطويل‏ ‏وأخوه‏ ‏حنا‏ ‏الطويل‏ ‏ومنقريوس‏ ‏البتانوني‏ ‏وإبراهيم‏ ‏نخلة،‏ ‏كتبة‏ ‏في‏ ‏ديوان‏ ‏محمد‏ ‏علي ، وكان‏ ‏كبير‏ ‏كتبة ‏(‏منصب‏ ‏رئيس‏ ‏ديوان‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏حاليًا ‏) ‏محمد‏ ‏علي،‏ ‏قبطيًا‏ ‏وهو المعلم‏ ‏وهبة‏ ‏إبراهيم،‏ ‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏المعلم‏ ‏نخلة.
وعلى هذا المنوال، عين أبناء محمد (ثمانية ملوك) 22 مدير مديرية، والأكثر ادهاشًا من ذلك.. هذه القصة التي تدل على الحد الأقصى من سماحة الإسلام وليبرالية حزب الوفد قبل التحالف مع الإخوان 1984وصاعدًا، كانت مصر ترسل سنويًا كسوة الكعبة الشريفة لمكة المكرمة، وكان يصطحب "المحمل" أقدم لواء في الجيش إكرامًا وإجلالا لطبيعة المهمة، وشاء القدر 1929 أن يكون أقدم لواء هو نجيب مليكة باشا، وذهب الرجل ولم يحتج أحد لا من المصريين، ولا من سكان المملكة العربية السعودية.
حدث ذلك وبعد عشرين عامًا من ذلك التاريخ1949 قتل المرشد الأول الشيخ حسن البنا، لم يجرؤ أحد من قيادات الإخوان على حضور الجنازة.. ولكن الزعيم القبطي مكرم عبيد تحدى الملك والإنجليز.. وتفرد بالمشاركة في الجنازة مساندًا عائلة البنا، ولكن أحفاد البنا من  إخوان "البيزنس" لا يتورعون على لسان أمير الجماعة "الشاطر" أن يقابلوا الإحسان بالجحود.. ويتهم الأقباط بأنهم مؤسسو جماعات العنف، وأنهم كانوا 80% من الذين تظاهروا أمام الاتحادية.
 انظر "البوابة نيوز".. د.عبدالرحيم علي: "الشاطر في وثيقته السرية يتهم الكنيسة بصناعة الأزمات"!!
القضية ليست عدم تعيين الأقباط وزراء أو محافظين، القضية هي استبعاد المصريين جميعًا من غير أعضاء الجماعة!!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي و لهم.

© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com