الكذب الليله....ليلة عيدُه                                

 

بقلم : شفيق بطرس

 

أتذكر عندما شاهدت الرئيس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر لأول مرة فى حياتى منذ أكثر من خمسة عقود مضت وكنت أيامها صبياً فى سن 8 سنوات والمكان قرية قلوصنا المجاورة لخط السكك الحديدية مركز سمالوط بالمنيا والتى هى أقرب محطة سكه حديد لقرية إسطال مسقط رأس المشير عامر رحمه الله، سمعنا عن وفاة والدة المشير عبد الحكيم عامر وأن الريس جمال سوف يأتى بالقطار وينزل محطة قلوصنا قريتنا الوادعة فى حضن الصعيد الأخضر وسط الحقول، وكنا يوم أستقباله نتحرك فى كل مكان بمنتهى الحرية بلا موانع ولا حواجز وحملنى على أكتافه أبن الخال لكى أتمكن من رؤية الزعيم المحبب الى قلبى وكنت قد رسمت له صورة بالفحم وأحملها بيدى ، سار الريس جمال مرتجلا على الأقدام بعد أن نزل سلالم المحطة الحجرية قبل أن يستقل السيارة المخصصة لنقله الى مكان الجنازة بقرية إسطال، قرر الزعيم أن يبقى وسطنا ووسط شباب ورجال ونساء القرية البسطاء والفرحون بقدومه ولاحظ الجميع تصميمه على ملامسة كل الأيادى الممدودة له لتحيته،

لاحظ الزعيم وجودى مرفوعا على كتف أحد الشباب وأنا أحمل صورة بسيطة مرسومة بالفحم لتحية الرئيس، ولن أنسى ابتسامته العريضة وتحيته لى بيده وكأنه يشكر هذا الطفل القادم بجلابيته يحيى الزعيم المحبوب، تذكرت هذا كله عندما سمعنا عن تهجير سكان مجموعة من قرى بنجر السكر بمنطقة إستصلاح الأراضى بغرب الأسكندرية عندما قررت عشيرة الرئاسة الأخوانية  أن يعمل مرسى العياط شو إعلامى كاذب يوحى للشعب تواجده وسط الحقول ووسط الفلاحين آمناً مطمئناً، ونرى مرسى العياط ينزل لمطار برج العرب غرب الأسكندرية ليخطب من على منبره الموضوع على سجادة وسط مزارع القمح وحوله بعض المئات من (الكمبارس) فلاحين وشباب يهللون ويكبرون، وهنا يقول مرسى: أننا نبتهج بالقمح (الليلة ليلة عيده) على رأى الأغنية المشهورة ويضيف قد كان الفدان ينتج10 أو 12 أردب قمح وسمعنا اليوم عن 15 أردب وكمان 20 و24 بل سمعنا أيضا عن 30 أردب

ولا أدرى كيف فاضت بركات المرشد وأراجوزه مرسى العياط وبركة الأخوان المسلمين على مزارع القمح  ليقفز محصوله من 12 أردب الى 30 أردب للفدان وكيف ومتى حدثت هذه المعجزات الأخوانية؟ وللعجب العجاب أنه  يقف بقرية بنجر السكر بعيدا عن مشروع القمح والمحتفل بأنتاج خمسة آلآف طن قمح وهم أهل قرية النهضة أو أبو سمبل وسط أراضى مشروع مبارك لشباب الخريجين والذى بدأ فى سنة 1986 ليعطى كل شاب من الخريجين ستة أفدنة ليستصلحها ويزرعها ويخضر الأرض الصحراوية الصفراء،

بقى لنا أن نعرف عن لسان أحد أهالى هذه القرى المجاورة بعد أتصاله بأحدى المحطات الفضائية بمدى بلاهة وكذب هذه البيانات وقال أن تضاعف المحصول لا يتأتى إلا بتوسيع الرقعة الزراعية لنحصل على هذه الأرقام ، وأضاف ولم نسمع عن أى توسيع لرقعة الأرض المزروعة بالقمح فكيف أتى مرسى العياط بهذه الأرقام الفلكية؟

وعلمنا أن هناك ثلاثة جهات أمنية وهى الداخلية والأمن المركزى والحرس الجمهورى قد قاموا بتطويق هذه المناطق تماما وتهجير أهل القرى والفلاحين وإنزالهم فى قرية الجزائر التى تبعد عدة كيلومترات عن منازلهم وأصبحت القرى عبارة عن مساكن لا تسكنها إلا الأشباح، ولكن ماذا عن هذه الحشود التى كانت تهتف للعياط الكذاب وهو يقفز بالمحاصيل ويضاعف الأنتاج بمعجزاته الأخوانية، ونعلم من أهل قرية بنجر السكر

أن هؤلاء هم أعوان حسن البرنس نائب المحافظ الأخوانى ومجموعات من الحرية والعدالة ( العشيرة) أحضروهم ليحلوا مكان السكان الأصليين والذين تم تهجيرهم لأماكن أخرى لدواعى أمن مرسى العياط، ويكذب مرسى ويكرر الأكاذيب الأخوان فيصرحون أنهم وراء هذه المشاريع ويكذبهم عضو للجمعية الزراعية بالقرية ويقول: أن هؤلاء لم يراهم أحدا من قبل ومن أقام  بعمل الشونة هم أهل القرية فقط وليس الأخوان، وكان هذا المواطن مع زملائه محبوسون داخل الجمعية الزراعية لحين إنتهاء زيارة العياط للمنطقة

وعندما يكذب مرسى ويصرح هذه التصريحات العبيطة التى لا يصدقها طفل فى الأبتدائية وليس بغريب عليهم الكذب فهذا شىء عادى ومعروف من الجميع عنهم، قرأت هذه الأشياء وحزنت كل الحزن على هذا الطفل الفلاح الأسكندرانى الذى فى عمر الثمانى سنوات يترك مدرسته وبيته وحقله ويتم تهجيره لعدة أيام هو وعائلته بل وكل أهل قريته ونحن فى 2013 ميلادية ، وتذكرت طفلا آخر منذ خمسة وخمسون عاما  قد لامست يداه يد الزعيم المحبوب ، تذكرت كيف كان يقف وسطنا فرحا آمناً الزعيم ناصر،

وهذا الرئيس الحالى الذى جائنا بالحنجل والمنجل وبالأكاذيب الكذبة تلو الأخرى ليترأسنا عنوة، والذى يخاف من شعب مصر بأكملها والذى لا يأتمن إلا عشيرتة وبلطجيته وهو الذى يُهجر القرى خوفا من أهلها ليجلب حوله مناظر وكمبارس ليصنعوا المسرحية الهزلية الكاذبة ( الكذب الليله ....ليلة عيده) .                                                                                    بقلم :   شفيق بطرس

© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com