عبد العظيم درويش

اغتيال الحكومة أمام «عذراء الوراق»!

   

اثنتا عشرة رصاصة لم يتقاسمها جسدا مريم أشرف، 8 سنوات، «رصاصة واحدة» ومريم نبيل، 11 سنة، «11 رصاصة»، بل رشقت كلها فى قلب حكومة الببلاوى فأعفتها من حرج -إذا كانت بالفعل تشعر بالحرج- من ارتعاشة يدها وترددها فى مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره! 

مريم ومريم عروستان زفتهما -دون أن تدرى- رصاصات أطلقتها أيدى جبان إلى السماء وأصبحا «مع الرب ذلك أفضل».. وبينما كانت أجراس الكنيسة تعلن قدومهما للرب وتردد: «أنا هو القيامة والحق والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا»، يوحنا الإصحاح 11 آية 25، كانت عجوز فى مكان ما على أرض مصر تنهى صلاة ركعتين لله سبحانه وتعالى ترحُّماً على أرواح من كُتب عليه أن يتحمل تكاليف فاتورة إرهاب أحمق لم يكتف بما أساله من دماء أبرياء فطلب المزيد!!

وإذا كانت تلك الرصاصات الغادرة تستهدف أن تصبح عمليات «تنظيف السلاح» من مفردات الحياة اليومية للمواطن ليحمى أسرته ويدافع عن حياته وحياة أفرادها فى مواجهة «شريك الوطن»، أو أن يستبدل تلاميذ المدارس «المطواة» بـ«القلم» ما دام يفتقد من يحميه فى ظل ارتعاشة أيدى الحكومة وسكونها وسكوتها وسكوتنا نحن المواطنين عما يجرى ويحدث!

وإذا كان من أطلق تلك الرصاصات يتوهم أن يصبح الوطن كله «مصلوباً» وأن يتحول مواطنوه جميعاً إلى «معتقلين» داخل جدران الخوف على مستقبل وطن تسعى أيدٍ محمومة إلى تشويه ملامحه التى ارتسمت فى وجداننا عبر عشرات بل مئات السنين.. وأن يشكل أبناؤه ميليشيات تواجه بعضها البعض من خلف متاريس الكراهية والحقد أو الثأر.. فأبداً لن يتحقق هذا الوهم، فنحن أبعد عن أن ننزلق فى هاوية الفتنة الطائفية التى يستهدف إشعالها «أثرياء الدم»، نحن واحد صحيح لا يقبل القسمة أو الانكسار. وليتيقن من أننا سنصبّ جامّ غضبنا على جماعات العنف، وسنطلق رصاصات ثورتنا على من اختار أن يواجه إرادة شعب واحد.. وأبداً لن نكون ميليشيات يقودها شيخ معمم أو قس!!

وإذا كان البعض ممن يطلقون لحاهم إيهاماً من جانبهم بأنها صك الإيمان أو أنهم توهموا أن الوقت قد حان ليفرضوا رؤاهم ويطلقوا نفيرهم لتنتشر فرق الاغتيال لتصفى الوطن، وتجهض حلم شعب، وتخنق بسمة طفل يسأل ببراءة عن الله أو الرب، وإذا كان البعض يسعى لإشعال النيران فليكن على ثقة بأنه أول من سيحترق بلهيبها، فأبناء الوطن لن يسمحوا لأحد بأن يحيله إلى رماد.

الأمر لا يحتمل أن نظل هادئين، منكسرين، زائغى العينين، مصدومين مما جرى، شاخصين بأبصارنا ربما نرى فى الأفق حلاً «إلهياً» وسط سكون وسكوت من جانب أصحاب القرار عدا وعيد متكرر ينزلق من أفواه بلاستيكية لمسئولين اعتادوا التشدق دوماً بالحسم والمواجهة، فقد آن الأوان لهذه الأفواه أن تصمت عن الكلام لتبدأ الفعل.. وإلا فلنقرأ جميعاً «الفاتحة» أو نوقد شمعة ترحماً على حكومة جرى اغتيالها مساء الأحد الماضى أمام أبواب كنيسة العذراء بالوراق!


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com