بلاغ ضد وزير الداخلية بشأن ممارسات الشرطة غير الإنسانية ضد الصحفيين

مقدم من : نادر شكري هنري صحفي بجريدة وطن وعضو نقابة الصحفيين

الذي تم الاعتداء عليه وسحله أثناء تأدية عمله .

 

 السيد/ المستشار النائب العام – السيد نقيب الصحفيين

تحية طيبة وبعد

يكفل الدستور المصري حق التعبير وحقوق الصحفيين كسلطة رابعة وتمثل نقابة الصحفيين حصن الدفاع عن أعضائها والحفاظ على كرامتهم التي هى جزء أساسي من هيبة النقابة  وتعمل دائما على رد حقوق أعضائها الذين يقومون بواجبهم نحو الوطن والمواطنين ونقل مطالبهم وحقوقهم ، وبما أن الدستور والقانون يكفلان الحماية والأمان وتيسير مهامه للحصول على المعلومات دون ضغوط أو تعرضه لاى وسائل العنف أو الاعتقال

أتقدم لسيادتكم بشكوى عاجلة لرد حقي وحق نقابة الصحفيين ضد الانتهاكات التي وقعت ضدي من قبل بلطجية وزارة الداخلية الذين أباحوا لأنفسهم الحق فى التعدي على وسحلي أثناء تأدية عملي يوم "جمعة الغضب " 28 يناير ، فأثناء وجودي بأعلى عقارات وسط البلد التي تقع فى تقاطع شارعي عبد الخالق ثروت وطلعت حرب أثناء  لرصد المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين وأعمال العنف التى استخدمت ضد المواطنين ، حيث  فوجئت بصعود خمسة أشخاص بملابس مدنية يحملون شوم وعصى فى أيديهم وعندها أخبرتهم أنى صحفي وعضو نقابة الصحفيين ولكن لم يستمعوا لاى شيء ، وقاموا بسبي وسب الصحافة والصحفيين وتمزيق كارنية النقابة ، وقاموا بالاعتداء على بعنف بالشوم أعلى المبنى وامسك أحدهم زجاجة وقام بضربي على الظهر حتى أنزلونى إلى أسفل العقار ، وبعدها بدأت عمليات سحلي وضربي من بلطجية الأمن وهم مجموعه – من البلطجية وكأنهم متعاطين مخدرات – استخدمتهم الشرطة لسحل المواطنين ولذا يتعاملون بكل عنف دون إحساس مع المحتجين وتم سحلي بداية من شارع طلعت حرب  وصولا إلى ميكروباص أمام نقابة الصحفيين.

وأثناء سحلي بالشارع كنت عندما أقابل  الضباط اخبرهم أنى صحفي فيزدادوا فى ضربي حتى أن أحد الضباط قام بلكمى فى الوجه واستمر فى  ضربى حتى انهرت على الأرض واستمر السحل أثناء إلقائي على الأرض من أكثر من 10 أشخاص وقتها جميع أجزاء جسمي كانت تتلقى ضربات بالشوم والركل حتى تم حبسي داخل ميكروباص وأنا فى حالة منهكة حالة شبه فاقد الوعي ورغم ان بعض الشباب المحتجز بالمكروباص شاهد حالتي السيئة وطلب من أفراد الشرطة سيارة إسعاف لإنقاذي إلا أن أحد رجال الشرطة رد عليهم يموت " واللى يموت ملوش دية

وبدأت أفقد الوعي فصرخ المحتجزون معي لانقاذى لكن احد أفراد الشرطة واستمر بركلي وضربي بعصي على الساق والبطن وسط صرخات المحتجزين معى وهم يصرخون حرام عليكم إحنا مصريين .

بعدها بدأت العودة الى الوعي مرة أخرى وملابسي قد تمزقت واحضر لى بعض الشباب مياه وعصائر وعندها تم مصادرة موبايلاتى الشخصية وهم ( 2 موبايل )  وأيضا كاميرا الجريدة وأيضا مسجل الكتروني وبطاقتي الشخصية وبعدها جاء احد البلطجية وقام بإلقاء كارنية النقابة فى وجه بعد تكسيره وقال " خد يا سيادة الصحفي أبقى خلى الكارنية والنقابة تنفعك " وتم حبسنا داخل المكروباص لأكثر من أربع ساعات كنت خلالها أشاهد مهازل وجرائم الداخلية ضد المواطنين فأثناء محبسي احضر البلطجية ثلاثة فتيات محجبات وقاموا بربطهن فى السور الحديدي المقابل لنقابة الصحفيين وتحرشوا بهن وبجوارهم أيضا شابان  وظلوا لأكثر من ساعتين ثم جعلوهن يجثوا على ركبهن رافعين أيديهن بشكل جعلني اشعر وكأننا فى ارض محتله

شهدت أيضا عند مرور فتاتين من أمام نادى القضاء قام بلطجية الشرطة  بسبهن وبعدها قاموا بسحل الفتاتين وسط صرخاتهن التى تجعل الصخر يبكى دون رحمة .

ولا انسي أثناء تغطيتي الصحفية من أعلى العقار – وقبل إلقاء القبض على – ما تعرض له المتظاهرون من سحل وضرب وإطلاق رصاص مطاطي ورصاص حي " رشاش

 كما وصلت القنابل المسيلة للدموع الى داخل المنازل وشهدت ذلك عندما سقطت قنبلة داخل منزل من احدي الشرفات وكنت أتساءل ما وضع الأطفال والشيوخ  والنساء فى هذا المأزق الحرج بعد إطلاق هذه الأدخنة التى كانت تطلق دون تمييز او تحديد وبكثافة.

وبعد حبسنا لأكثر من أربع ساعات وفى الخامسة والنصف فوجئنا ان الميكروباصات تتحرك بسرعة جنونية وهم يصرخون ان المتظاهرون قادمون ومرت السيارة من خلال نفق الأزهر وكادت تصطدم بسيارة أخرى وكنا نعلم أننا فى طريقنا للحبس بقسم شرطة الخليفة ولكن قرب وصولنا للقسم جاء اتصال لاسلكي ان القسم تم إحراقه فقام الشرطيين بملابسهما المدنية بإلقاء كل من فى السيارة بمنطقة قرب مقابر البساتين وبعدها فرت السيارة هاربة ومعها جميع أجهزة المحمول والمتعلقات الشخصية للمحتجزين.

 

ظللت بعدها ساعة فى هذه المنطقة لا أجد سيارة أو تاكسي للعودة الى مقر الجريدة حتى توقفت سيارة ملاكي أخيرا ووصلت بصعوبة للجريدة بعد غلق كل الطرق المؤدية لمنطقة وسط البلد .

وبعدها بدأت أشعر إصاباتي فإذا بى  مصابا بتورم فى العين نتيجة لكمة شديدة وجروح بالساق الأيسر وتورمه والساق الأيمن من الخلف وكدمات شديدة بالرقبة وكدمة بالفك تسببت فى ضعف تحركه او حتى تناول الأطعمة لمدة يومين وأيضا كدمات مؤلمه فى منطقة البطن والتواء فى الساعد الأيسر وتم تحرير تقرير طبي بالواقعة بالقصر العيني حمل رقم 921 بتاريخ 30 يناير 2011.

لذا أتقدم ببلاغ ضد كل من السيد وزير الداخلية  حبيب العادلى بشخصه والسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد مدير مديرية امن القاهرة و السيد رئيس مباحث قسم الخليفة .

وأهيب سيادتكم اخذ هذا البلاغ المقدم بالجدية للحفاظ على كرامة ومهنة وسمعة الصحفيين ونقابتهم التى هى منبر الحريات والدفاع عن الحقوق ، فقد تمادت وزارة الداخلية ورجالها من البلطجية فى استعمال العنف والبلطجة ضد الصحفيين فى السنوات الأخيرة وسحلهم أمام نقابتهم والتحرش بالصحفيات ومصادرة أجهزتهم وإهانة الصحفيين  وحبسهم ومصادرة حقهم فى الحصول على المعلومات.

لذا فقد جاءت ساعة الحساب التي يجب أن يتكاتف فيها كل صحفي لرد كرامتنا واعتبارنا والسعي لمحاكمة اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية ورجاله على جميع الجرائم غير الإنسانية ضد الصحفيين بل وضد المواطنين الذين ذاقوا ويل المرارة والتعذيب على يد سلخانة الداخلية.

وفى نهاية بلاغي القصير عن تجربة مؤلمة عيشتها وعاشها الكثير من الصحفيين والمواطنين التمس إليكم وادعوكم لاتخاذ موقف جاد لتصحيح الأوضاع حتى تستمر مهنة الصحافة بالقيام يدروها كمرآة للمجتمع والدفاع عن  حقوق المواطنين .

مع خالص التقدير والاحترام والدعوة لعودة السلام والطمأنينة لبلادنا الحبيبة مصر وان تشهد عهدا جديدا من الديمقراطية والرخاء لأبنائها وأن يحفظ الله بلادنا من كل شر.

ملحوظة : تم تكليف مركز هشام مبارك لحقوق الانسان والاستاذ سيد ابوزيد المستشار القانونى للنقابة باتخاذ الإجراءات القانونية لمقاضاة وزير الداخلية السابق وتقديم بلاغ للنائب العام بهذه الممارسات ضد الصحفيين

مقدم البلاغ

نادر شكرى هنرى

عضو نقابة الصحفيين  رقم 7862 ت

0144503371



ت 35724460 - 23927201


 


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com