أكبر عملية تزوير فى التاريخ
وسيم السيسي
إنها أكبر عملية تزوير فى تاريخ مصر الحديثة، وليست منذ أيام الفراعنة.. فلم يكن عند الفراعنة انتخابات، ولم يكن طوال 2500 سنة احتلالاً أى انتخابات باستثناء الحكم العلوى وما بعده.
إنها أكبر عملية تزوير، ولا أعنى بالتزوير هنا استبدال الصناديق، أو الرشوة بالمال، أو الغذاء، أو الدين، ولا المشرفين على اللجان، ودورهم فى توجيه من لا يعرفون حتى قراءة أسمائهم، ولا أجهزة الكمبيوتر حول اللجان، ولا التهديد بغرامة 500 جنيه، ولا بشنط بلاستيك بها بسكوت ومشروب، كل هذا لا يعنينى بقدر ما يرعبنى تزوير الوعى، وتجهيل 40٪ من الشعب، حتى التعليم أصبح كارثياً.. وأصبحت الأديان قبل الأوطان، بالرغم من أن الله خلق الأرض (الوطن) قبل الإنسان، وليت الدين بجوهره من حب وعمل وسماحة، إنما مفاهيم خاطئة عن الدين بكل ما تحمل من تعصب واستعلاء.
طلب «عبدالمطلب» من «أبرهة» الحبشى جماله، فلما سأله «أبرهة»: كيف لا تطلب الكعبة؟! قال «عبدالمطلب»: للبيت رب يحميه!
هو ذا أمير الشعراء يضع الوطن قبل الدين.. بعد نفيه للأندلس خمس سنوات ثم عودته لمصر:
يا وطنى لقيتك بعد يأس.. كأنى قد لقيت بك الشبابا
أدير إليك قبل البيت وجهى.. إذا فُهت الشهادة والمثابا
أى أدير وجهى لوطنى قبل الكعبة إذا نطقت بالشهادة عند الموت.
هل تعرفون من هو صاحب مقر سفارة الجزائر فى القاهرة؟ إنه مصرى الجنسية يهودى الديانة، هنرى كوريل، الذى طرده جمال عبدالناصر من مصر، فالتجأ لفرنسا، وقبل العدوان الثلاثى 1956، استطاع «هنرى» أن يحصل على وثيقة الخطة الكاملة للهجوم الثلاثى على مصر، فسلمها إلى عبدالرحمن صادق، الملحق الإعلامى فى السفارة المصرية فى باريس، الذى سلمها بدوره لجمال عبدالناصر، ولكن «عبدالناصر» أهملها، وحدث العدوان الثلاثى، وبعد العدوان طلب د.ثروت عكاشة أن يرد «عبدالناصر» لهنرى كوريل جنسيته المصرية، فرفض، فانضم «هنرى» إلى حركة تحرير الجزائر، وبعد الاستقلال تبرع ببيته فى الزمالك ليصبح مقراً للسفارة الجزائرية فى القاهرة حتى الآن! المصدر: مذكرات د.ثروت عكاشة.
لماذا تقدمت إيران وأصبحت تناطح أمريكا؟ لأنها احتفظت بتاريخها وحضارتها ولغتها، هو ذا حجة الإسلام المفكر الإيرانى حسين بهراز، إنه القائل: إيران هى أمى، وديانتى المحمدية هى زوجتى! أستطيع أن أطلق هذه، بينما لا أستطيع أن أطلق تلك! هو ذا «سيمونيدس»، الشاعر اليونانى يقول: هزمناهم ليس حين غزوناهم، بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم! ونحن نسينا تاريخنا وحضارتنا.
لقد أنسونا تاريخنا، وزيفوا وعينا، وزوروا حضارتنا! ماذا تقول عن الشعب الفرنسى إذا وجدت شارعاً باسم هتلر؟! ستقول: شعب زوروا وزيفوا وعيه!
هذا هو حالنا.. شارع فى العجوزة باسم قمبيز الفارسى، الذى احتل مصر، وشارع باسم المأمون، الذى قتل من المصريين مسلمين ومسيحيين، فى ثورة البشموريين، ثمانى مائة ألف، وشوارع باسم صلاح الدين، الذى هدم دار الحكمة، (2 مليون كتاب - الطبرى)، استولى على بيوت المصريين، فمن كان صاحب بيت أصبح بواباً له، ومن كان صاحب فرس أصبح سائساً له، «المقريزى»، قتل 50 ألفاً فى ثورة عمارة اليمنى، قامت الثورات ضده فى الإسكندرية وأسوان، علق ثلاثة آلاف جثة على قمم الأشجار حتى يكونوا عبرة للآخرين «خطط المقريزى»، قتل خمسة آلاف فى أسيوط، جمع الجزية بطرق مهينة، كان ينقب أحمالهم، ويفك رباط سراويلهم الداخلية، يقول المقريزى: ما وجد رجال صلاح الدين تاجراً ميسوراً إلا وقسموا ظهره! كان دخل الجندى 38 ديناراً، والفلاح ديناراً واحداً فى الشهر!
كان صلاح الدين أعرج، ومدير دولته قراقوش مخصياً، وقاضيه أعمش، كان عادلاً مع الفرنجة، ظالماً قاتلاً للمصريين، تماماً كعدل مبارك مع إسرائيل وظلمه للمصريين، وبعد ذلك نشتم فى أعدل أهل الأرض - الفراعنة - ونبجل من قتلونا، واحتلونا.. هل رأيتم جهلاً وتزويراً أفظع من هذا؟! كلما شاهدت الأراجوز أتذكر أن اسمه كان الجراجوش.. أو قراقوش، الذى كان أخنف، ظالماً، من أراد الاستزادة من المعرفة عن هذا العصر الأسود - الدولة الأيوبية المملوكية - التى غاب فيها المصريون من 1174 حتى 1805، عليه بقراءة كتاب د.على ياسين - تحت الطبع - المسكوت عنه فى التاريخ - الاحتلال الأيوبى المملوكى لمصر.
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.