(تَذْكَارٌ عَظِيمٌ)
نِيَاحَةُ فِيلِبُّسَ أَحَدِ السَّبْعَةِ الشَّمَامِسَةِ
بقلم القمص أثناسيوس فهمي جورج
سُمِّي بالإنجيلي المبشر أحد السبعة " كان يكرز بالمسيح" ( أع ٥:٨)، وكان له أربع بنات عذارى يتنبأن . تعين بحكمة الله ليكمل خدمة الكنيسة فى غربتها على الأرض من حيث إعواز الزمان . مملوءًا بالإيمان والروح القدس والحكمة ، وعلى مستوى عالٍ من التصرف ، وكان الثانى من السبعة الذين انطلقوا بروح الحرية من عالمهم الكرازى الكبير Μακρόκοσμος إلى العالم الصغير Μικρόκοσμος ، وهو مِنَ الذين تشتتوا وجالوا مبشرين بالكلمة ... صنع آياتٍ وعجائب وأخرج أرواح شريرة . وكثيرين من المفلوجين والعرج شفاههم فكان فرح عظيم (أع ٤:٨) . وهو الذى عمد الرجل الحبشي خصي وزير كنداكة Candake = Candace ورافق مركبته وعمده ، وبعد ذلك خطفه الروح ليجتاز مبشرًا فى جميع الأمم.
فيلبس هذا عندما تشتت ؛ نثر زرع فلاحة الله وجال يصنع خيرًا، وقدم الإنجيل للأمم وأخرج شياطين ( اكسوركيزم) Εξορκισμός فصدق الناس بشارته بالأمور المختصة بملكوت الله ، وعمدهم باسم الثالوث القدوس ، وقد فتح عصر أنبياء العهد الجديد بلا منازع حتى صارت طغمة قائمة بذاتها بعد الرسل ، حسبما جاء فى كتاب " الديداكية" حيث وردت الإشارة عن أنبياء العهد الجديد ، وتسخير الله لهم بقوته ومبادراته اللامتناهية وتوظيفه للأوقات والأزمنة والملائكة والناس والأرض ؛ واختيار القراءات النبوية لتوصيل رسالة الخلاص .
تأتي عظمة فيلبس المبشر كونه شرح سر الخروف المذبوح !! السر المخفي منذ الدهور والذي فتش وبحث عنه الأنبياء ، باحثين عن الحَمَل السالم الصامت الذي جُز وصُلب ولم يفتح فاه " فمسكوه / وسألوه ودانوه / وسيق إلى الذبح / وانتُزع قضاءه = خسر قضيته / فقُطع من أرض الأحياء" ، أمّا وزير الخزانة تعمد وأخذ كنز الكنوز Treasury، وآمن بالرب يسوع ، ثم اختفى فيلبس ولم يبصره الخصِّي ؛ بينما ذهب هو فى طريقه فرحًا .
فلنفرح بخلاصنا ونقتني كنزنا ونخدم بالروح والملء كما فيلبس الذي فتح أبواب الإيمان وجمع ثمرًا وصيدًا وحصادًا .
القمص أثناسيوس فهمي چورچ
كاهن كنيسة الشهيد مارمينا - فلمنج - الإسكندرية