إلى فضيلة الإمام الأكبر
حمدي رزق
نزوع بعض المتحمسين فى المشيخة الأزهرية إلى ملاحقة الأنفاس فى صدور الناقدين للمشيخة سلوك مستجد على أخلاق المشيخة العريقة التى كانت ولاتزال قبلة للوسطية والتسامح، سيما على رأسها إمام طيب اسمًا ووصفًا، الدكتور الطيب أحمد الطيب، لفضيلته كل الاحترام.
ويقينى أن الإمام لا يرتضيه هذا الذى يصدر باسم المشيخة تعسفا، وعنوانه الأثير (وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت/ 34).
وأخلاقه مستمدة من قوله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل/ 125).
لماذا هذه الغلظة فى الملاحقة، عبر بيانات وبلاغات ترهب المنتقدين، هذا كثير، وقليله مضر بالحالة الحوارية الصحية حول دور الأزهر الشريف فى زمن ترنو الأنظار إلى المشيخة بافتخار يغيظ الإخوان والتابعين.
لماذا تقدمون لحم المفكرين على مائدة لئام رابعة العقورة، هذه تجارة فى الخسارة، نخسر كثيرا ويكسب الذى فى قلبه مرض.
ملاحقة الدكتور «طارق حجى» فى المحاكم لن تثنيه وكثيرًا عن نقد المشيخة، وهذا حق مستحق لكل مسلم يعمل عقله، والجدال بالحسنى يجلى الحوار، وينير الطريق، ويرفع الكلفة بين المتحاورين، الحكمة ضالة المؤمن، وفولتير الحكيم يقول لمحاوره: «قد أختلف معك بالرأى ولكنى مستعد أن أدفع حياتى ثمنا لحقك فى التعبير عن رأيك».
فإذا اشتط فى القول، قالوا سلاما، (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ)، هكذا علمنا الحكيم فى محكم التنزيل.
ونختم بقول طيب، وَإِنَّا لكم لَنَاصِحُونَ، ناصحون فحسب، والدين النصيحة، ولا نصادر حقا فى البيان أو حتى البلاغ، ولكن نطلب الجدال بالحسنى، وليس بالجرجرة فى المحاكم.