احتجاز طبيب مصري في السعودية بعد اكتشاف أنه «قبطي»
وبدأت تزداد تعقيداً من جانب المصريين الموجودين في نفس الوحدة الذين عاملوه بقسوة لأنه قبطي، وقالوا له إنه لا يجوز لكافر أن تطأ قدماه الأراضي الطاهرة بينما الأولي بها مؤمن.
يضيف ممدوح: في يوم الثلاثاء 12 أبريل عام 2005.. وأثناء وجودي بعيادة الجراحة.. دخل اثنان من جماعة الهيئة «جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، سألاني عن إقامتي وعن الكفيل مع سيل من الشتائم لي وللكفيل ثم اقتاداني وكبلاني بالسلاسل في يدي وقدمي وتوقفا أمام منزلي وصعدا إليه وعادا بزجاجة مياه معدنية والإنجيل وكتاب تفسير لأحد أسفار الإنجيل والتي علمت فيما بعد أنها أدوات الإدانة.
تحول التحقيق الذي استمر أربعة أيام عن اتهام بالتبشير بالنصرانية وشرب الخمور «زجاجة المياه المعدنية تحولت إلي منكر».
ويضيف ممدوح: قلت لهم أنا لم أقم بعمل التبشير في مصر من الأساس فكيف أفعل هذا في السعودية؟!.. كما أنني لو قمت بدعوة أحد إلي المسيحية فأحضروه ليشهد علي وإذا كنت أتعاطي الخمور.. فأنا علي استعداد للخضوع للتحليل.
أما أغرب التهم كانت في ظرف مغلق مكتوب عليه «قصاصات معدة للتبشير»!! وسألوني: هل أنت صاحب هذه الظروف؟!
ويضيف ممدوح فوجئت بشكوي من الأطباء والمحرضين قالوا إنني أبشر بالمسيحية ودائم السكر في أوقات العمل وأنني أسير في طرقات المستوصف أسب المسلمين أثناء الصلاة.
والغريب - والكلام لايزال علي لسانه - أنني لاحظت وجود اسم سيدة علاقتي بها فوق الممتازة وقد أجريت لابنتها عمليتين في الثدي، كما أن زوجها وأبناءها يعرفونني جيداً ومن غير المعقول أن تتقدم هذه السيدة بشكوي.. وقد أضيفت إليّ تهمة جديدة وهي الكشف علي عورة المسلمات!
خرج ممدوح بضمان محل الإقامة وقابل الكفيل علي باب التحقيق وأخبره أن هذا آخر يوم له في السعودية وبرغبته في العودة إلي مصر، ولكن الكفيل أصر علي استكمال مدة التعاقد لأنه - علي حد قوله - يعرف أن الشكوي كيدية.
يضيف: احترمت رغبة الكفيل وانتهت مدة العمل وعندما طلبت جواز السفر لكي أعود.. فوجئت بأنه محتجز لدي السلطات السعودية ضمن أوراق التحقيق وبدونه لا أستطيع التحرك من السعودية.
عن طريق منظمة «مسيحيي الشرق الأوسط»، كان الاتصال بالسفير المصري في السعودية «مجدي الدريني» الذي لم تكن لديه ولا حتي معلومة واحدة عن الأمر، وبعد التدخل استطاع الدريني استخراج جواز سفر جديد، ولكن لماذا لم يعد ممدوح إلي مصر حتي الآن؟! وهل وزارة الخارجية والسفير المصري توقفت جهودهم عند حد استخراج جواز جديد؟
طبقاً لما قاله الدريني انه لا أسباب رسمية لعدم عودته ولكن هناك مشكلة في مجلس الوزراء السعودي وجار حلها.
عاد ممدوح مرة أخري للاستبعاد من قبل عضو من وزارة الداخلية السعودية والادعاء العام لمواجهته بدعاوي السكر والعربدة وكشف عورات المسلمات.. والتبشير بالنصرانية!
والغريب ليس في التحقيقات وإنما في الخارجية المصرية التي لم يحضر ولا شخص منها، ولو حتي علي سبيل إثبات الوجود.. بعد انقضاء مدة عمل ممدوح أصبح بلا عمل ولا دخل وانقطعت الاتصالات به ولا أحد يعرف مكانه حتي الآن.. فهل تتدخل الخارجية المصرية لعودة مصري من السعودية؟