إصابة 10 أقباط وحرق منازل واعتقال60 مسلماً
نبيل شرف الدين من القاهرة: هي ذات القصة المتكررة التي تسارعت وتيرتها خلال الأعوام الماضية في مصر، شائعة تنطلق بأن مسيحيين أقباط يشرعون في بناء أو ترميم إحدى الكنائس، بعدها يثور الغوغاء ويندفعون إلى ارتكاب أعمال عنف عدائية ضد الأقباط،
فيحرقون منازلهم أو متاجرهم ويعتدون على كل من يلقيه حظه العاثر في طريقهم، ثم تشن السلطات حملات أمنية وتفرض أطواقاً وحصاراً على مسرح الأحداث، وتلقي القبض على بعض المتهمين، بعد ذلك تعلن السلطات سيطرة قوات الأمن على الموقف، ونجاها في ردع محاولة إشعال الفتنة الطائفية، وتتولى النيابة العامة مباشرة التحقيقات في الحادث.
القصة بنفس تفاصيلها جرت في قرية (بهما) التابعة لمدينة (العياط) جنوب القاهرة، إذ ألقت اليوم السبت أجهزة الأمن المصرية القبض على نحو 60 من المسلمين بعد اتهامهم في أحداث عنف طائفية ضد الأقباط على خلفية توسعة كنيسة في القرية، وأحرقوا عشرات المنازل التي يملكها مسيحيون، كما أصابوا ما لا يقل عن عشرة أقباط خلال تلك المواجهات الطائفية التي باتت تتكرر بمعدلات متزايدة خلال الأعوام الماضية.
اللافت في أحدث فصول المواجهات الطائفية هذه أن تلك القرية ذاتها شهدت مواجهات مماثلة في شباط (فبراير) عام 2006، وفي نيسان (أبريل) من نفس العام 2006 قتل قبطي على يد شخص هجم على ثلاث كنائس في مدينة الإسكندرية وقتل شخص آخر في المواجهات التي اعقبت هذا الحادث.
مواجهات طائفية
وفي التفاصيل فقد قال شهود عيان من أبناء القرية إنه لدى خروج المصلين يوم أمس الجمعة من الصلاة في المسجد الرئيسي بالقرية، وزع البعض منشورات تندد بتوسيع الكنيسة، ووقعت مواجهات بين الجانبين بالحجارة والعصي ما أوقع 10 جرحى في حين تم إحراق عدة منازل وتم نشر مئات من عناصر الأمن في القرية التي أغلقت منافذها، وقال شهود عيان اتصلت بهم (إيلاف) إن الشرطة جمعت كل مسيحيي القرية في مكان واحد خشية تصاعد المواجهات وحتى يسهل تأمينهم.
وفي التفاصيل فقد قال شهود عيان من أبناء القرية إنه لدى خروج المصلين يوم أمس الجمعة من الصلاة في المسجد الرئيسي بالقرية، وزع البعض منشورات تندد بتوسيع الكنيسة، ووقعت مواجهات بين الجانبين بالحجارة والعصي ما أوقع 10 جرحى في حين تم إحراق عدة منازل وتم نشر مئات من عناصر الأمن في القرية التي أغلقت منافذها، وقال شهود عيان اتصلت بهم (إيلاف) إن الشرطة جمعت كل مسيحيي القرية في مكان واحد خشية تصاعد المواجهات وحتى يسهل تأمينهم.
وقالت مصادر من بين المسيحيين في القاهرة إنهم أبلغوا السلطات بأن خطبة الجمعة في مسجد القرية تناولت عملية إنشاء كنيسة، وأن إمام المسجد حرض المصلين الذين خرجوا من المسجد في مجموعة كبيرة تحركت الى الكنيسة حيث اندلعت تلك الاشتباكات الدامية.
وقالت وزارة الداخلية المصرية إن نحو 500 مسلم تجمعوا بعد صلاة الجمعة وانه تم اشعال النار في مداخل ثلاثة منازل، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في تلك الأحداث، غير أن شهود عيان من المسيحيين بالقرية أكدوا أن عشرات المنازل قد أحرقت، وأن المصابين لا يقل عددهم عن عشرة بينهم شخص في حالة حرجة، وقد نقل المصابون إلى مستشفيات قصر العيني والعياط ووضعت عليهم حراسات مشددة، ومنعوا من الالتقاء بممثلي وسائل الإعلام.
وظلت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر تتسم بالتعايش ويسودها السلام طيلة قرون، لكنها تشهد منذ سنوات مضت عدة توترات طائفية ، إذ سبق أن تظاهر مئات الأقباط في مدينة الفيوم جنوب القاهرة في شباط (فبراير) عام 2005، احتجاجًا على ملابسات أحاطت واقعة اختفاء فتاتين قبطيتين تدعيان ماريان مكرم وتيريزا عياد، يعتقد أنهما اعتنقتا الإسلام.
كما شهدت القاهرة مظاهرات حاشدة نظمها الأقباط في كانون الأول (ديسمبر) عام 2004 احتجاجًا على ما اشتهر بقضية "زوجة الكاهن قبطي"، المدعوة وفاء قسطنطين، وطالبوا سلطات الأمن بإعادة الزوجة إلى الكنيسة مما تسبب في أزمة بين الكنيسة والسلطات، خاصة بعد اعتقال عدد من المتظاهرين واعتكاف البابا شنودة في الدير احتجاجا على اعتقالهم، لكن الأزمة انتهت بعد أمر النائب العام بالإفراج عن المحتجزين، وعودة السيدة إلى الكنيسة وإنهاء البابا اعتكافه.
أما أقدم المواجهات الطائفية فقد جرت في مطلع السبعينات حين تعرضت كنيسة في منطقة الخانكة شرق القاهرة للحريق، واعتبرت القيادة السياسية وقتئذ أن هذا الحادث شأن سياسي تنبغي معالجته سياسياً"، وبالفعل شكلت لجنة تقصي حقائق برئاسة القانوني البارز جمال العطيفي، وأعدت اللجنة تقريرا مهما عن المسألة القبطية بكافة أبعادها، لكن التقرير لم تجر مناقشته، ولم يؤخذ بأي من التوصيات الواردة فيه، بل سلم الملف القبطي لجهاز الأمن أسوة بملف الاصولية الاسلامية التي خاضت مواجهات دامية ضد السلطة خلال العقود الماضية.