القومية المصرية : حاضرٌ حي , وماضِ لم يمت !!! |
الأستاذ سامى حرك
القومية المصرية : حاضرٌ حي , وماضِ لم يمت !!! يتساقط العروبيون في مصر تباعاً !!!
أراهم قبل السقوط يفرفرون , كما فعل صدام مختبئاً في جب عميق , وكما إنهار عبد الناصر في تمثيلية التنحي المهين !!!
لكنهم , وهم يهوون , يعز عليهم أن ينجو أحدهم , بكرامته وعزة نفسه , برجوعه للحق , والرجوع للحق فضيلة الشرفاء !!!
هذا ما يفعله الآن شاعر العروبية والناصرية في الأهرام , فاروق جويدة !!!
إنزعج من قبل لعودة شاعر الجيل / أحمد عبد المعطي حجازي , إلى أحضان محبوبتنا جميعاً مصر , وهاجم الرجل في شعره وأخص خصوصياته , فلم يقبل أن يصرح الرجل بألا وجود في مصر لما يسمى بالأمة العربية , التي تدعي المادة الأولى من الدستور أن الشعب المصري جزء منها !!!
واليوم يبدي إنزعاجه الشديد , لخروج أسامة أنور عكاشة من النفق العروبي المظلم , حين قال أن "القومية العربية" وهم كبير , وحين قال كنت درويشاً للعروبية , واليوم إكتشفت أني إعتنقت الفكرة الخطأ , وعشت الوهم ثلاثون عاماً على الأقل !!!
يضع جويدة نفسه في دور الفيلسوف , فيصدر عنوان مقاله في الأهرام "بين حاضر حي , وماضِ مات" , يقصد بالحي "العروبة" , ويقصد بالذي مات "القومية المصرية" !!!
كوميديا سوداء , وضحك كالبكاء , يخرج علينا بها الشاعر بنفسه !!!
يقول : هل نعود إلى "القومية المصرية" ونتخلى عن هويتنا العربية ؟؟؟
وأرد عليه , أيها الغافل عن نفسك وتاريخ بلدك , "القومية المصرية" ميراثك الجيني والثقافي ومصالحك المشتركة مع جماعتك المصرية , وهي واقع أبداً لا يغادرنا , ولانستطيع عنه فكاكا , إلا بإنسلاخ عن الذات كالذي تفعله أنت ومعك العروبيون في مصر منذ أكثر من خمسين عاماً , ولم ولن تفلحوا !!!
ويقول : وكأن هناك فرقاً بين المصريين والعرب ؟؟؟
واقول نعم هناك فروق وفروق , وليست المسألة للإستعلاء أو الشيفونية , ولكنها واقع ثقافي متقدم يجعل المصريين متفردين , ومتميزين , بمسافات كبيرة , مقارنة بجيرانهم الأعزاء , ويكفي فقط أن تصمم في أي من مطارات أوروبا على أنك : "مصري" ولست "عربي" , لتعرف الفرق الشاسع , بين المدني ذو الفضل والتوجس من إنسان الغاب !!!
ثم يقول : هل تتعارض "القومية المصرية" مع "عروبة مصر" ؟؟؟
لن أرد !!!
لكن من قال بعروبة مصر فهو كاذب مزور , حتى لوكان مؤيداً بجريدة الأهرام , وبالدستور المصنوع بالإستفتاءات الورقية المزورة !!!