كتب عمرو بيومي ونادين قناوي ٢٩/٨/٢٠٠٧
شنت الكنائس المصرية الثلاث: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية، هجوما لاذعا علي فيلم وثائقي بريطاني يشرح وجهة النظر الإسلامية في المسيح عليه السلام، خاصة فيما يتعلق بصلبه وقتله. محذرين من خطورة عرض مثل هذا الفيلم داخل مصر علي الوضع الطائفي فيها.
وأكدوا أن هذا الفيلم، الذي يحمل اسم «المسيح في عيون المسلمين»، يثير مشاعر المسيحيين، وقد يدفع بعض المتعصبين إلي إنتاج فيلم عن الإسلام من المنظور غير الإسلامي، مشددين علي أن الفيلم البريطاني يشوه صورة المسيح.
قال الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية، أسقف شبرا الخيمة: هذا الفيلم يزيد من الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح من خلال الكتب المتداولة في الأسواق، موضحا أن خطورة عرض مثل هذا الفيلم ترجع إلي استعانة منفذيه بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر.
وتساءل: هل يرضي المسلمون أن يعرض فيلم مسيحي يلغي العقيدة الإسلامية، ويشكك في أهم ثوابتها؟ مؤكدا أن الفيلم البريطاني يشوه صورة المسيح في عيون المسيحيين.
وأوضح الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، أن هناك بعض المواقع الإلكترونية تؤكد أن بعض الشركات السينمائية تسعي لشراء الفيلم البريطاني، تمهيدا لعرضه في مصر، لافتا إلي أن هذا الإجراء غير مفيد، ويزيد من حدة الاحتقان الطائفي الموجود حاليا بين المصريين، نظرا لتعرض الفيلم للإيمان المسيحي من وجهة نظر غير مسيحية.
وأكد جريش أن عرض فيلم عن عقيدة من وجهة نظر عقيدة أخري يعتبر ازدراء للأديان، محذرا من أن هذا الفيلم قد يدفع بعض المتعصبين المسيحيين إلي إنتاج فيلم عن الإسلام بوجهة نظر مخالفة لحقيقته، مما يدخل المصريين في نفق مظلم.
وقال الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية: غالبية المسيحيين لن يقبلوا بعرض هذا الفيلم، رغم أن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين، ولكن جو التعصب الذي نعيش فيه حاليا سيجعل المسيحيين يعتقدون أن الفيلم نوع من التقليل من شأن المسيح.
وكانت قناة «آي. تي . في» البريطانية قد عرضت الفيلم الوثائقي يوم ١٩ أغسطس الحالي، وقالت عنه صحيفة «الجارديان» البريطانية إنه يستخدم القرآن كمصدر رئيسي لمعلوماته، ويستخدم حوارات مع علماء ومؤرخين لإبراز كيف يري المسلمون المسيح عليه السلام.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الفيلم يوضح كيف «يكرم الإسلام المسيح عليه السلام كنبي ولكن ليس كابن للرب»، مضيفا أنه بالنسبة للقرآن، فإن عملية الصلب هي خيال مقدس، فبدلا من موته مصلوبا تم إنقاذ المسيح عليه السلام من قبل الملائكة، وتم رفعه إلي السماء.
وتبلغ مدة الفيلم ساعة واحدة يروي محتواه اللورد ميلفين براج الكاتب والمذيع البريطاني البارز، ومخرجه ومنتجه هو إرشاد أشرف وهو مخرج أفلام وثائقية بريطاني. ونقلت «الجارديان» عن اللورد براج إعجابه الشديد بفكرة الفيلم، وكيف أن المسيح عليه السلام كان رمزا في الإسلام، ولكن معظم الناس لا يعلمون، نافيا فكرة أن يتسبب هذا الفيلم في تفريق المجتمعات.