أضواء على جذور التطرف الاسلامي في مصر 12
مقال جمعة الآلام :
3 – هاجموا منزل الشهيد رياض غالي ، وكانت عائلته كلها قد اختارت الاستشهاد معه ، فتجمع كل أفرادها داخل المنزل لمواجهة الموت بشجاعة نادرة تؤكد قوة الأقباط وصلابتهم وشجاعتهم في مواجهة الاضطهاد الذي يؤدي إلى الاستشهاد ،وكان الرعاع يحاصرون المنزل وهم ممسكون بالمشاعل وجراكن الكيروسين ويصيحون صيحات الرعب والدمار : احرق ، دمر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الموت للنصارى الكفار ..
وكانوا يقتبسون من كتابهم:
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [ سورة التوبة 14].
ثم أشعلوا النارفي جسد الشهيد رياض ، فأحرقوه ، وبعدها أحرقوا جميع أفراد عائلته، وهم أحياء .
وكان مشهداً إنسانياً مؤثراً جداً عندما احتضنوا بعضهم بعضاً وهم يحترقون، فانصهرت أجسادهم ، وتلاصقت بعضها ببعض، فنالوا جميعاً إكليل الاستشهاد على اسم المسيح، بعدما تعذبوا كثيراً ، لا سيما صغار السن من أفراد العائلة .
4 – هاجموا منزل الشهيد عزيز صليب ، وأحرقوه حياً ، ثم أحرقوا بقية من كان معه في المنزل، فنالوا جميعاً إكليل الاستشهاد .
5 – هاجموا محل الشهيد: مملوك بشرى ، وأحرقوه حياً ، ثم احرقوا المحل بعد نهبه ، ثم أحرقوا بقية من كان معه بداخل المحل ، فنالوا جميعاً إكليل الاستشهاد .
5 – هاجموا صيدلية الدكتورمجدي قلدس ، وأحرقوها بعد نهبها ، ثم أحرقوا كل من بداخلها .
6 – هاجموا صيدلية بورسعيد ، فأحرقوها بعد نهبها ، ثم أحرقوا الدكتور:جرجس، فنال إكليل الاستشهاد .
7 – هاجموا صيدلية الدكتور الشهيد سليمان الشرقاوي ، فأحرقوه حياً ، فنال إكليل الاستشهاد ، وبعدها قاموا بنهب صيدليته ، ثم أحرقوها.
8 – هاجموا بوتيك الشهيد : زكي جرجس ، وأحرقوه حياً ، فنال إكليل الاستشهاد ، وقاموا بنهب البوتيك ثم أحرقوه بالنار.
9 – هاجموا محل مصوغات الشهيد : جورج عزيز صليب ، وأحرقوه حياً ، فنال إكليل الاستشهاد ، ثم قاموا بإحراق المحل بعد نهبه .
10 –هاجموا محل مفروشات الشهيد : كامل الاسيوطي ، فأحرقوه حياً ، فنال إكليل الاستشهاد ، ثم احرقوا المحل بعد نهبه .
11 – هاجموا محل الشهيد : صبحي الفيل ، واحرقوا حيا ، فنال إكليل الاستشهاد ، ثم احرقوا المحل بعد نهبه
وتواصلت هذه المحرقة النازية الإسلاموية الرهيبة ضد نصارى الزاوية الحمراء ، وكان عبدة الشيطان يتنقلون من بيت إلى بيت ليحرقوا كل البشر المتواجدين فيه ، بعد تجريدهم من أموالهم وحليهم ،ثم يحرقون البيت نفسه ، وهكذا أحرقوا هؤلاء الشهداء الأبرار ، وأحرقوا بيوتهم .
12– الشهيد ملاك عريان .13– الشهيد حبيب صليب .14 - الشهيد ملك فايز.15– الشهيد عياد معوض .16– الشهيد شنودة جرجس .17– الشهيد فايز عوض .18– الشهيد ناشد كيرلس .
ولا توجد إحصائية دقيقة بعدد الشهداء الذين لقوا حتفهم في هذه المحرقة النازية الإسلاموية البشعة ، وذلك ( في رأي الشخصي ) يعود إلى عدة أسباب:
* عدم سماح الحكومة للأهالي بمعاينة الجثث للتعرف على أقاربهم إلا بعد مضي فترات طويلة تمكنت الحكومة خلالها من إخفاء بعض الجثث .
* صعوبة التعرف على هوية بعض الجثث للتشوهات الشديدة التي لحقت بها ، بسبب تفحمها ، وتلاشي معالمها .
* شوهد بعض الناس وهم يجمعون بقايا جثث محترقة من الطرقات ، ومداخل البيوت ، ويضعوها في أكياس ( أشولة خيش )، ثم ينطلقون بها إلى جهة غير معلومة.
* الفشل في تحديد هويات بعض الضحايا بسبب احتراق بطاقات تحقيق الشخصية ، أو عدم حملهم إياها من الاساس ، وكثير من هؤلاء الضحايا المجهولين كانوا من المارة الاٌقباط ممن تصادف مرورهم في الشوارع أثناء المحرقة ، أو ممن تصادف وجودهم داخل المحال ، والصيدليات، أثناء لحظة الهجوم عليها
*عدم توافر إعلام قبطي لتغطية وتسجيل مثل هذه المذابح والمحارق ، وهنا انحني احتراماً لهؤلاء الخدام الذين جازفوا بحياتهم وقاموا بالتسلل إلى داخل أتون المحرقة لوصف الجرائم المرتكبة في حق شعبهم ، وعندما فطن الأمن إلى وجودهم ، قفلوا راجعين.
* حاول الكثيرون من الاباء الكهنة دخول منطقة المحرقة ، لكن منعهم الأمن ، وكذلك الشعب القبطي حرصاً على حياتهم .
وفي البداية ، مارست الحكومة عهرها السياسي التقوي المعروف ، فادعت أن القتلى هم 17 ، منهم 7 اقباط فقط ، وعشرة مسلمين!
فالمعروف عن الحكومة المصرية في تعاملها مع أي أمر يخص الأقباط ، إنها تنافس أشهر العاهرات في عدم الحياء ، وقد قالت لي عاهرة من محمد علي اسمها سلوى : أنا عندي شرف وحياء أكثر من الحكومة! لكن عادت الحكومة بعدما وجدت إن أكاذيبها هذه المرة ( واسعة جداً ) ( فبح بحت ) العدد شوية وقالت إن القتلى الاقباط عددهم 12 !! فكانت مسخرة ، وأضحوكة، أمام كل العالم ، لا سيما المراسلين الأجانب الذين تمكن بعضهم من التنكر والتسلل إلى المنطقة لتغطية هذه المحرقة البشعة ، واخيراً نطق اللواء أبو باشا وزير الداخلية الأسبق واعترف بأن عدد الضحايا الأقباط ( الذين تم التعرف على هويتهم) قد بلغ اكثر من 81 قتيلاً.
وهي النسبة التي قبلتها الكنيسة على مضض ، وسمحت بإيرادها في كتاب :( وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها المعاصر) ج 3 ص 355 – 357 .إعداد قدس أبينا الراهب المحبوب القمص أنطونيوس الأنطوني . وقد قدرت إحدي الجهات الإعلامية الغربية عدد القتلى بمائة قتيل ، ومثلهم عدد المصابين .
وكنت قد عرفت فيما بعد - من أحد زملائي من قيادات الجماعة الإسلامية ، بأن عدد القتلى القبط قد بلغ 98 قتيلاً ، منهم 10 أشخاص لقوا حتفهم ذبحاً ، من بينهم قدس أبينا البطل الشهيد القمص مكسيموس . وإن هناك 87 قتلوا حرقاً . وإن عدد المصابين قد تجاوز المائة مصاب، أغلبهم أصيب بطلقات نارية ، وطعن بالسكاكين.
وقيل أيضاً إن هناك بعض الفتيات القبطيات قد تم اغتصابهن قبل إحراقهن بالنار إلى حد التفحم. وإن هناك ثلاثة مغتصبات منهن قد تعرضن لإصابات جسيمة لكن بقين على قيد الحياة ، وقيل أنهن فضلن مغادرة المنطقة. وكما هو معتاد في مثل هذه الحوادث الآثيمة التي يتعرض لها الاقباط ، فلقد فضل أقارب الضحايا التكتم على هذا الجرح منعاً من الفضيحة وسط الناس ، وهو ملف أسود آخر ضمن ملفات الحكومة المصرية، التي تعرف صعوبة فتحه لحساسيته الشديدة ورفض الضحايا تقديم البلاغات ، أو حتى مجرد الذهاب إلى الكنيسة للإفصاح لها عما تعرضن له بسبب خجلهن الشديد.
وهي وصمة عار إضافية في جبين كل المسلمين المصريين ، سواء الجناة المجرمين الذين قترفوا هذه الأفعال المشينة ، أو سواء الذين تسترواعليهم ، أو سواء الذين أوجدوا التبريرات لهم ، أو سواء الذين ماتت ضمائرهم فتنكروا وقوع هذه الاعتداءات الآثمة من الأساس.
على إن هنك جريمة أخرى ارتكبها هؤلاء المصريين المسلمين المجرمين تعد أبشع من إحراق مواطنيهم الأقباط وهم أحياء ، ألا وهي ( إلقاؤهم بعض الأطفال الأقباط من البلكونات والنوافذ ) بحسب شهادة مراسل صحيفة اللومند الفرنسية في القاهرة ، والتي أوردها في كتابه :
Jean Pierre Peroncel Hugoz- Le radeau Mahomet.
وأنا هنا ، كإنسان ، وكخادم مسيحي مكرس في خدمة الحالات الخاصة ، شاء له الرب أن يشاهد ويعاين الكثير من هذه الجرائم البشعة ، لا يسعني إلا القول : فليجازيهم الرب. وأقول للرد مع داود النبي ( مز 28 : 4 ، 5 ):" اعطهم حسب فعلهم وحسب شر أعمالهم.حسب صنع ايديهم اعطهم. رد عليهم معاملتهم".
واثقاً من وعود الرب : ( بعينيك تنظر وترى مجازاة الاشرار) [ مز 91 : 8 ]. وإن ( نهايتهم تكون حسب اعمالهم) [2 كو 11 : 15].
لأن الله عادل وليس عنده محاباة، وإذا كان لا يوجد لهؤلاء الناس شريعة سماوية تهذب سلوكهم وتحد من عدوانيتهم ، فالمفروض إن عندهم ضمير، وسوف يعاقبون بمقتضاة ، لأن الكتاب يقول :( ليس عند الله محاباة.لان كل من اخطأ بدون الناموس( شريعة دينية سماوية) فبدون الناموس يهلك. لانه الامم " عبدة الأوثان والاديان الملفقة" الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم) ويقصد هنا ناموس الضمير(راجع رومية 12 ) و- وإذا كان إسكندر النحاس " الجديد "- قد أظهر لنا شروراً كثيرة ، فليجازيه الرب حسب أعماله( 2 تيمو 4 : 14 ) نعم ، فنحن القبط واثقون في إلهنا القائل :
" أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله" ( رؤ 20 : 12 ).
وما أصاب مصر الآن من خراب ودمار وتخلف وفساد وأمراض وأوبئة ومظالم ، لهو أكبر دليل على صدق وعود الرب ، ويكفي الطريقة البشعة التي مات بها السادات ( إسكندر النحاس السابق ). وغالبية الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم ، وهو نفس المصير الذي ينتظر بقية نحاسوا هذا العصر.
والذين اشعلوا محرقة الزاوية كانوا يستهدفون إبادة القبط ، لكن المسيح قيدهم ، وشل حركتهم ، وشتت سهامهم ، فالخطة الأصلية التي وضعتها الجماعات الإرهابية ، كانت تشمل اقتحام منطقة شبرا من ناحية القصيرين ، للوصول إلى الشرابية عن طريق شادر السمك ، ثم تخطي كوبري الشرابية، لمهاجمة التجمع القبطي الكبير المتمركز في الطرف الآخر من الكوبري ( شارع أحمد حلمي) ، مثل كنائس القديسة دميانة بمحمد فريد ،والعذراء بالوجوه (من جهة اليمين) ومثل مارجرجس بشيكولاني ، والأنبا انطونيوس، (من الأمام) ومارمينا بالترعة ( من اليسار) ، ثم التقدم للامام إلى الملاك ميخائيل بعياد بك ، ثم مارجرجس بجزيرة البدران ، ثم الاستدارة للخلف إلى العذراء بمسرة ، ثم التوجه يميناً إلى الملاك بطوسون ، ثم التوغل حتى العذراء بروض الفرج .. لكن السيد المسيح وضع خوف في قلب السادات لئلا ينفلت الزمام وتعم الفوضى ، فينتهزها الإرهابيون فرصة للاستيلاء على الحكم ، فأصدر تعليمات لجهة الأمن بمحاصرة مناطق الزاوية والوايلي والقصيرين ودير الملاك ، للحيلولة دون الوصول إلى شبرا . ثم أصدر تعليمات بمحاصرة منشية الصدر للحيلولة دون الوصول إلى كوبرى القبة ومن ثمة مصر الجديدة . ولذلك ، فيحق للأقباط أن يقولوا مع داود النبي : ( لولا إن الرب كان معنا حينما قام الناس علينا. اذا لابتلعونا ونحن احياء عند احتماء غضبهم علينا..مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم الحادة . انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونا).
ولا أحد يعرف على وجه التحديد قيمة خسائر الاقباط المادية الناجمة عن نهب، وحرق : 12 منزلاً +3 صيدليات +1 محل ذهب + 5 محلات تجارية + عدد غير معرف من السيارات .بالإضافة إلى حصيلة المسروقات التي نهبوها من المارة المسيحيين، إذ كانوا يعترضون طريقهم ويقومون بتجريدهم من كل ما معهم ، سواء كان نقود ، أم مشغولات ذهبية ، أو ساعات ، ثم يعتدون عليهم بالضرب ( مثل أي بلطجية) .فلقد كانت (غزوة) إسلاموية بكل ما تحمله هذه العبارة المرعبة من معان، فالعدوان كان كاملا وشاملاً ، وقد رأيت بعيني الرعاع وهم يشعلون النار في كنيسة القديس مارجرجس القبطية بمنشية الصدر. وقد اعتمد الغزاة المصريون الجدد أحفاد الغزاة العرب القدامى ، على أسلوب ( التحريق) أي إحراق إحراق النصارى والتمثيل بهم، ثم إحراق منازلهم ، ومحالهم التجارية .
وقد واجهت الجماعات مشكلة فقهية عويصة ، لأن بعض المسلمين المصريين الطيبين (من غير المتعمقين في الإسلام) ابدوا استنكارهم الشديد لحرق الأقباط والتمثيل بجثثهم ، مستندين إلى وجود حديث لنبيهم ينهي فيه عن القتل حرقاً بالنار ، مكتفياً بالقتل بواسطة قطع الرقاب ، والضرب بالسيف ، والطعن والرمي بالحراب والسهام ، وإن ابن عباس قد استنكر على علي ابن ابي طالب إحراقه الناس والتمثيل بجثثهم كما أورد ه الإمام الشافعي في كتابه " الأم "ج1 ص294 ، وخلاصته :
(لما بلغ ابن عباس أن عليا ..حرق المرتدين قال : لو كنت أنا لم أحرقهم ولقتلتهم لقول رسول الله.." من بدل دينه فاقتلوه" ولم أحرقهم لقول رسول الله .."لا ينبغى لاحد ان يعذب بعذاب الله"). وفي نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص2: (..أتي أمير المؤمنين علي..بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله ..قال : لا تعذبوا بعذاب الله ، ولقتلتهم لقول رسول الله .." من بدل دينه فاقتلوه"). وما أورده أحمد ابن حنبل في مسنده ( ج1 ص217 :)
(..ان عليا حرق ناسا ارتدوا عن الاسلام فبلغ ذلك ابن عباس فقال لم أكن لاحرقهم بالنار وان رسول الله ..قال لا تعذبوا بعذاب الله وكنت قاتلهم لقول رسول الله ...من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك عليا كرم الله وجهه فقال ويح ابن أم ابن عباس).
فقالوا ، كل هذا صحيح ، فكون إن التعذيب بالنار من اختصاص الله وحده ، فهذا أمر مفروغ منه ، ولكن - وآه من لكن هذه عندما يستخدموها لتعرية حقيقتهم -:
" نحن نرى إن أبن عباس ( لقبه الرسمي في الإسلام هو: حبر الأمة) : مخطيء فيما ذهب إليه " !!!!
لماذا هو مخطىء فيما ذهب إليه بالنهي عن حرق البشر يا إخوان الشياطين ؟
يجيبون :
" لأن الحرق بالنار هي من الحدود المعروفة عند المسلمين ، والقول بانه لا يحرق بالنار إلا الله سبحانه هو قول غير دقيق(!)، لأن عذاب الله عزَّ وجل بالنار هو غير عقوبة البشر ، ولا النار هي نفس النار.ونحن المسلمون عندنا أنَّ إحدى عقوبات حد اللواط هو الحرق بالنار.." !!!
ولم يقولوا لنا ، ما هي صلة الأقباط الذين أحرقوهم بالنار في الزاوية الحمراء ، ومن بينهم أطفال صغار، بحد اللواط ؟
الغريب في الأمر أنهم رجعوا إلى ما أورده الشيخ الطوسي في كتابه النهاية ص704:
( ومن ثبت عليه حكم اللواط بفعله الايقاب ، كان حده إما أن يدهده من جبل أو حائط عال ، أو يرمي عليه جدار ، أو يضرب رقبته ، أو يرجمه الإمام والناس ، أو يحرقه بالنار. والإمام مخير في ذلك ، أيها رأى من ذلك صلاحا ، فعله. وإذا أقام عليه الحد بغير الاحراق ، جاز له أيضا إحراقه بعد ذلك تغليظا وتهييبا للعقوبة وتعظيما لها).
ثم أضافوا قائلين ( فما ذهب إليه أبن عباس هو امر مجانب للصواب).
ومعنى ذلك أنهم كذبوا نبيهم نفسه ، لأن ابن عباس نقل عنه ، وهكذا برئوا نبيهم من تهمة النهي عن إحراق الناس !!! بعدما رأوا إنها تهمة (رحيمة) لا ينبغي لصقها برسول الإسلام ! لأن أحاديثهم هنا ليست موجهة ( للخواجة) حتى يضحكوا عليه بنصوص قرآنية منسوخة مثل :
" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ( سورة الأنبياء 107 ) . أو حديث عن السيد المسيح ، قاموا بسرقته من الإنجيل ، وقاموا بنسبه لنبيهم ، مثل :ما أخرجه مسلم، عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله، ادع على المشركين.قال :" إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة"
" إن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للمتقين" ، "إنما أنا رحمة مهداة".
وأما أصل الحديث كما يورده الإنجيل في ( لو 9 : 55 ) ، فهو :(يا رب أتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل ايليا ايضا. فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من اي روح انتما.لان ابن الانسان لم يأت ليهلك انفس الناس بل ليخلّص). وقوله أيضاً ( مت 9 : 13 ):
"فاذهبوا وتعلّموا ما هو.اني اريد رحمة لا ذبيحة.لاني لم آت لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة".
لأنه لا يعقل إن هناك إنساناً يرفض مجرد لعن المشركين الكافرين، بينما هو يحمل تفويضاً إلهياً بذبحهم عن بكرة أبيهم ( سورة التوبة 5 ) :
(فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد). كما لا يعقل أنه يرفض مجرد لعن الكفارباللسان، والسورة الوحيدة التي تحمل اسمه يطالب أتباعه فيها بقطع رقابهم بمجرد لقياهم ( سورة محمد 4 ) :( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق..).
كما لا يعقل أن يكون رحمة مهداة للناس ، وهو مأمور بقتالهم حتى يدخلوا في دينه :(أمرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم..).
لذلك رأينا الجماعات الإرهابية الإسلامية أكثر واقعية من المسلمون الحالمون ، فقالوا :
( مسألة الحرق وردت فيها نصوص واضحة بالمنع والتحذير.. منها ما رواه البخاري "باب لا يعذب بعذاب الله". فعن أبي هريرة..قال : بعثنا رسول الله ..في بعث (مهمة اغتيال) فقال: إن وجدتم فلاناً وفلاناً لرجلين فأحرقوهما بالنار،ثم قال حين أردنا الخروج: " إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً وأن النار لا يعذِّب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما" "قوله عن ( هبّار بن الأسود) : (إن وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب ثم أشعلوا فيه النار) ثم قال:
"إني لأستحي من الله، لا ينبغي لأحد أن يعذِّب بعذاب الله".. واختلف السلف في التحريق.. وقال المهلب: ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة؟؟؟ وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها؟ وعن عبدالله بن قيس الفزاري انه كان على الناس في البحر على عهد معاوية وكان يرمي العدو بالنار ويرمونه ويحرقهم ويحرقونه, وقال لم يزل أمر المسلمين على ذلك. "ولعل الوسط في ذلك منع التحريق لشخص بعينه وأما التحريق العام فلا بأس به، قال ابن حجر: . وهو محمول على من قصد إلى ذلك في شخص بعينه "(6/149).
وأما المثلة: فقد روى البخاري عن عبد الله بن يزيد عن النبي ..:" أنه نهى عن النهبى والمثلة "وقد قال الزمخشري: لا خلاف في تحريم المثلة (الكشاف 2/502). وهذا النقل متعقب فقد قال النووي: ( قال بعضهم النهي عن المثلة نهي تنزيه وليس بحرام )؟؟؟؟ (صحيح مسلم 7/311).
ثم يأتوا إلى الخلاصة :
(كما قاس بعض العلماء على ذلك صوراً أخرى إذا تحقق فيها النفع لأهل الإسلام والإرهاب للأعداء.. جاء في السير الكبير وشرحه:
"وأكثر مشايخنا على أنه إذا كان في ذلك كبت وغيظ للمشركين وفراغ قلب للمسلمين بأن يكون المقتول من قواد المشركين أو عظماء المبارزين فلا بأس بذلك"
(شرح السير الكبير 1/110).وهذا مأخوذ من الإشارة في قوله تعالى:
(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين. ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم ) (التوبة:14-15).
شكراً لكم يا عبدة الشيطان على صراحتكم ، ولتحيا يا شعب المسيح في مصرحراً ، شامخاً ، منتصراً بمسيحك، مهما احرقوا أبناؤك ، ومهما مثلوا بهم بعد قتلهم.
ونقول للشيطان :
كل من آمن بالمسيح لن يخزى ، وكل آلة صورت ضد أتباع المسيح لن تنجح ، ولن تفلح أيها الملعون في جعل أتباعك ينتصرون علينا ، والسيد المسيح الذي سعقك وسحقك في مثل هذا اليوم (الجمعة العظيمة) منذ ألفي سنة ، لن يسمح لاتباعك بالتشفي فينا ، ولن يذهب عنهم غيظ قلوبهم الشريرة ، بل ونستطيع أن نقول لهم بكل بثقة : سنبقى مسيحيون حتى النهاية ، أما أنتم ، فلتموتوا بغيظ قلوبكم .
التكملة في المقال القادم( إن شاء الرب وعشنا) .