لم يخل طريقي إلى مترو الأنفاق بعد الإفطار من سخافات العديد من الأشخاص طبعا لعدم إرتدائي الحجاب وإحنا في رمضانوالدنياصيام ومينفعش لبس النص كم والشعر المكشوف.
المهم تخلصت من تلك السخافات وأنا في محطة المترو وأمام عربة السيدات وجدت إمرأة ترتدي جلباب أسود وحجاب وإمرأة أخرى بدون غطاء شعر ويبدو على وجهها الضيق ,إقتربت مني وركبنا المترو وتحدثت إلي ,فكشف كلامها عن سبب ضيقها......
أنا كنت النهاردة في السنترال ولقيت واحدة بتزعق وبتقول النصارى دول معندهمش دين رحت ضرباها ومتخانقه معاها والناس إتدخلت بينا.داهما اللي معندهمش دين دا ديننا هو اللي جاب دينهم.
كل واحدة منهم لابسة قماشة سودا من أولها لأخرها ومغطية وشها تيجي تشيل البتاعة من على وشها تلاقي أشكال تسد النفس....
ويلبسوا العيال الصغيره من أولها لأخرها القماش اللي بيبلبسوه دا ,تبقى الواحدة مكملتش 6 سنين ويعملوا فيها كده ...بيعقدوا العيال ويقولوا عشان تبقى متدينة .
أنا نفسي بس يا أختي واحده منهم تقولي إيه رمضان لو واحده فيهم مسلمه وعارفه الدين بجد تقولي يعني إيه رمضان اللي فاكرين إنهم بيبطلوا أكل بس ومايعرفوش يبطلوا قلة أدب وطولة لسان.
أنا نازلة المحطة دي بأه مع السلامه.....
ونزلت فعلا من عربة المترو وبقيت انا أتذكر ما قالته لي وإعتقادها بأني مسيحيه لأني لم أرتد حجاب.
لم أخبرها طوال حديثها بأني لست مسيحيه فقد أستوعبت غضبها المبرر وأدركت ماكانت تقوله وتعنيه.
وتذكرت مواقف عديدة في تلك العربه منها توزيع كتب دينيه وأذكار ومصاحف على من يرتدين الحجاب فقط ,ويقوم بعملية البيع أشخاص مختلفين الأعمار من سبع سنوات الى الـ50 او 60 عاما بنفس المنطق .
وكأن الإسلام حكرا على مرتديات الحجاب.
وكيف إنتشرت تلك الثقافة بين مختلف الأعمار والأشخاص ,وكيف إنتقلت تلك الثقافة لغير المسلمين أيضا فأصبحت من ترتدي الحجاب مسلمة ومن لم ترتديه مسيحيه .
وفي رحلة العودة بالمترو أيضا وفي نفس عربة السيدات,نشب عراك شديد جدا بين إمرأة في الخمسين من عمرها وإبنتيها في العشرينات وبين فتاتين في نفس عمرهما على مقاعد الجلوس وجميعهن مرتديات الحجاب .
وتطورت المشاجرة بشكل سريع جدا من أفظع الألفاظ التي يتداولوها من شـرمو** و متنـا***إلى الضرب بالشلوت والشباشب ورمي الأحجبه على الأرض ,ومالفت نظري في تلك المشاجرة ثقافة الحوار المتبادل بينهن حيث قالت المرأة الكبيرة:
ربنا يقدرني ربنا يقدرني وأخلي إبني ميت فل عليه بيعرف يضايق البنات هخليه ينيـ****واحدى ابنتيها بأن الام محامية فأكملت الأم اه محامية وربنا يقدرني إن شاء الله وألفق لكم قضية سرقة ألف جنيه وأوديكم في داهية.
وأستخدمت كلمة ربنا يقدرني قبل كل مصيبة تود أن تقوم بها من باب العادة دون أي إدراك لمعنى الكلمة .
المهم...نزلت من المترو وتذكرت المرأة المسيحيه وحديثها وتأكدت أن معظم المحجبات لابس الحجاب قوي (على دماغهم) من غير ما يفهموا!!