زينب والقانون
كلمات فنانى مصر الخالدين تعيش داخل وجدان معظم المصريين، مثل نجيب الريحانى ويوسف وهبى وعبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس أصحاب الكوميديا الهادفة والفن الرائع والزمن الجميل، أتذكر منها كلمات الفنان العملاق الراحل فؤاد المهندس مع العملاق عادل إمام فى مسرحية " أنا وهو وهى " والنمساوى بك "الفتوة" الذى يتوعد ويهدد كل من كان له علاقة بزوجته، واعتماده على زينب الشاهدة الوحيدة على خيانة زوجته وكلمة فؤاد المهندس مصرحا بأعلى صوته " القانون ما فيهوش زينب"، معتمدا على أنه فى دولة دستورية.. دولة مؤسسات .
القانون وزينب
فى ذلك الزمان كان القانون لا يعرف زينب، ولكن هل القانون الآن لا يعرف زينب ؟! جميع الأمثلة فى مصر تؤكد أن القانون المصرى يعرف زينب وعباس ومحمد وسيد، بدليل انتشار مثل " اللى مالوش ظهر بينضرب على بطنه"، فهناك الملايين ليس لهم ظهر فهم الضحية .
دولة المؤسسات انتهت وحلت محلها دولة المصاطب، أصبحت جميع مشاكل الدولة خاصة ذات الطابع الطائفى تحل بجلسات العرب، ليؤكدوا أن المحروسة لم تعد دولة مؤسسات بعد، فمع جلسات العرب تهضم حقوق المظلومين وتستباح أرواح المساكين ويداس على شرف الغلابة المطحونين .
القانون يعرف زينب، يكفى أن نعرف بأننا نفصل كل شىء حسب رغبة أولى الأمر بل الدستور "أبو القوانين"، يتغير وهناك ترزية "عفوا" ليس ترزية بل جهات متخصصة لرقع الدستور ليلائم أولى الأمر .
فى رحاب قانون زينب تحل جميع المشاكل حلا صوريا وليس موضوعيا بل كوميديا حزينا، كما حدث فى قرية الطيبة بالتمثيلية الدرامية بأن قدم أكثر من 20 شابا مسلما وقبطيا أكفانهم البيضاء محمولة إلى والد قتيل الطيبة سمالوط لعل السلام الشكلي!! يضمد جروح الأب وآلام المكلومة والأبناء الأيتام، بالطبع الأكفان لن تعيد نجلهم! ولن تعيد البسمة على شفاء أبنائه ولن تنسخ اليتم عنهم!
كذلك تنتهك وتحرق بيوت المخالفين وتستباح أرواح المواطنين وتسن أقلام الإسلاميين لتطعن فى وطنية المخالفين !! وتطلق عليهم سيوف التخوين من الإسلاميين !
وتتغير الموازيين فالعملاء وطنيون والانتماء للوطن بالـ"طزات" !!
فمن سمات قانون زينب شعارات وكلمات جوفاء، مثلما رفع عبد الناصر شعار ارفع رأسك يا أخى انتهى عصر الاستعباد ومن رفع رأسه وجد نفسه أمام يوسف الثقفي! .
رفع السادات دولة العلم والإيمان فكفروا المجتمع والدولة!! وسادت جماعات الإرهاب والإخوان الساحة وجزت السادات من نفس العمل جزاء سينمار . رفع النظام الحالى دولة المؤسسات احتلت المحظوظة 88 مقعدا فى "سيد قراره"، ففتحوا مصر من جديد وعبروا عن الانتماء الجديد بثلاثة طظزات لمصر والمصريين ومن فيها .
رفع شعار مصر للمصريين فأصبح المصرى تنتهك آدميته فى بلده، ليس من الخليجيين فقط بل من كلابهم أيضا. أخيرا.. هل هناك من يستطيع أن ينكر أننا نعيش فى دولة سيادة القانون ؟ بالطبع لا ولكن القانون يعرف زينب.
مع أرق تحية للفنان القدير فؤاد المهندس.
" كان الله فى عون الغنم إذا كان الذئب قاضيا لها" (مثل دنمركى).