إثارة جديدة للمشاعر ضد الأقباط بمصر
في مقال ليس الأول من نوعه وبجريدة ليست الأولى من نوعها طالعتنا إحدى الصحف ( جريدة الأسبوع ) 29/يناير 2007 رقم 321 التي يرأس تحريرها الكاتب الكبير مصطفى بكري ، كتب محمد فؤاد عناوين مثيرة تقول :
v تجاوز خطير يقطع الطريق على مسجدين بوادي النطرون
v 200 راهب وقسيس وعشرات العمال يستولون على طريق مطار الكلية الحربية
v رجال الدين المسيحي يقتطعون عشرات الأفدنة لتوسعة دير الأنبا بشوي !
v الأهالي ورجال الشرطة يقفون مكتوفي الأيدي .. وتوقعات بإشتعال الأوضاع
كان يجب على الأستاذ مصطفى بكري وهو الكاتب المعروف ألا ينساق وراء تلك المقالة التي بها الكثير من الأكاذيب وإثارة الفتنة والمشاعر ليس فقط ضد الأقباط بل حتى ضد مجموعة من الناس المسالمين الذين عزفوا عن العالم وذهبوا ليتعبدوا لله في الصحراء وهم رهبان دير الأنبا بيشوي.
فوسط ما تمر به البلد من ظروف وأحداث متلاحقة قد يهدد به البعض الهدوء والاستقرار وبدلا من أن يكتب ما يفيد ويقوم به الشباب إتجه لكتابة موضوع يثير مشاعر كل من يقرأ مجرد عناوينه ودون أن يعرف الحقيقة لابد أن يحمل تجاه الأقباط وتجاه هذا الدير العريق الذي يرجع تاريخه للقرن الرابع الميلادي مشاعر الحقد والكراهية.
وكل من يقرأ ما كتبوه سيتهم الدير حتماً بأنه غير أمين بالبلد وأنه يغتصب أراضيه دون وجه حق
وكل هذا كذب وافتراء وفيما يلي نقدم للقاريء العزيز تلك الأكاذيب ونرد عليها بالحقائق والوثائق.
v الأكذوبة الأولى :
ذكر الكاتب في مقاله أن الدير قطع الطريق على مسجدين
ونرد على هذا بما يلي:
1- المسجدين المذكورين أحدهم خارج أرض الدير وخارج نطاق الطريق المذكور غلقه من الناحية القبلية وهو مسجد الوهاب ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 1997م وهو في مواجهة الطريق البديل المنشأ جديدا بحيث يسهل الوصول إليه.
2- المسجد الثاني هو في الحقيقة ليس مسجدا إنما هو مشروع زاوية للصلاة لم يكتمل منذ عدة سنوات فليس به أبواب أو شبابيك أوحتى سقف إنما هو مبنى مهجور في مواجهة سور الدير الأثري مباشرة ولا يوجد حوله أي سكان على الإطلاق ولم تقام فيه أية شعائر دينية طيلة فترة رئاسة قداسة البابا شنودة للكنيسة ( حوالي 35 عاما ) وليس كما ذكر الكاتب أنه تم بناؤه عام 1981م أثناء التحفظ على قداسة البابا شنودة بالدير ، وهنا لنا تعليق ، أنه كان يجب على الكاتب ألا يتعرض لهذه الحادثة (التحفظ على قداسة البابا ) لأنها نقطة سوداء في تاريخ الدولة في عهد الرئيس السابق وتتعارض مع روح التسامح الذي تظهره الدولة تجاه الأقباط في الوقت الحالي.
وحتى هذا المبنى أيضا بعد كل ما ذكرناه يقع خارج أرض الدير وخارج نطاق الطريق الذي تم إغلاقه.
v الأكذوبة الثانية:
ذكر المقال أن الدير يستولي على طريق مطار الكلية الحربية
ونرد على هذا بما يلي:
لا يوجد مايسمى بمطار الكلية الحربية إنما المنطقة العسكرية المجاورة للدير تابعة لقيادة القوات الجوية وتسمى ميدان الرمي الجوي التكتيكي – كما هو مذكور بالوثائق المرفقة –
أما عن إنشاء طريق جديد وغلق الطريق الحالي فبدأ هذا الأمر منذ أكثر من عام حين تعرضت أسوار الدير الأثري لكثير من التشققات والتصدع نتيجة مرور السيارات مختلفة الأحجام بجوار السور الأثري حتى وصل الأمر لإنهيار جزء منه ووفاة أحد العمال تحت أنقاضه مما إضطر هيئة الآثار لما شعرت بخطورة الموقف إلى مخاطبة الجهات الرسمية بطلب تحويل هذا الطريق لطريق بديل ينشأ جديدا مما يقلل الخطر على هذا الأثر ويساعد في الحفاظ عليه.
ومنذ أكثر من عام بدأت هيئة الآثار بمخاطبة القوات المسلحة ومحافظة البحيرة لإستصدار الموافقة على هذا الأمر ، وتم الحصول على الموافقة بتحويل مسار السيارات من الطريق القديم وغلقة على أن يتم إنشاء طريق بديل بمواصفات مناسبة يخدم المزارع والأراضي خلف الدير ومسجد الوهاب على أن يكون إنشاؤه بعلم وإشراف القوات المسلحة ومحافظة البحيرة بجهاتها المختصة بما لا يتعارض مع الأمن العام ومصلحة المواطنين. وتم إنشاء الطريق الجديد بالفعل ومساهمة من الدير خصص مساحة ستة أفدنة من ممتلكاته لخدمة هذا الطريق. وبالتالي تم غلق الطريق القديم المار بأرض الدير كما هو متفق عليه.
v أكاذيب أخرى:
في عرضه للموضوع بأسلوبه المتطرف المثير عرض الكاتب بعض النقاط غير الصحيحة مما يفقد المقال مصداقيته عند العقلاء من ضمن هذه النقاط
ذكر أن الأهالي ورجال الشرطة وقفوا مكتوفي الأيدي وهذا غير صحيح لأنه أثناء عملية البناء إعترض العمل كثيرين من رجال الشرطة حتى وصل الأمر لحضور مأمور قسم شرطة وادي النطرون الساعة 9 مسا ء بناء على إشارة من نقطة الشرطة المجاورة للدير وطلب من المسئولين بالدير الأوراق والمستندات التي تم البناء بمقتضاها وتم هذا بالفعل وشرع في كتابة محضر كإثبات حالة بوجود الحائط مكتمل البناء وعليه طبقة من المحارة ثم تراجع في ذلك دون ذكر أسباب وبسؤاله عن عدم تحرير المحضر ذكر السيد المأمور للأب المسئول أن يتقابلوا في صباح اليوم التالي واتجه عائدا لمركز الشرطة.
ولم ينته تدخل الأمن عند هذا الحد كما يقول كاتب المقال أنهم كانوا مكتوفي الأيدي ولكن عاد سيادة المأمور الساعة 12.30 بعد نصف الليل يصحبه رئيس مجلس المدينة وثلاثة ضباط مباحث وأربعة ضباط شرطة بالزي الرسمي وموظف بهيئة أملاك الدولة بمجلس المدينة وعلى رأسهم لواء مساعد مدير أمن البحيرة (والذي كان دوره تقريب وجهات النظر واحتواء الموقف وقد نجح في هذا بحكمته ) واستمرت هذه المقابلة حتى الساعة الثالثة صباحا وانتهت بتحرير محضر إثبات حالة بأنه تم بناء حائط بين سوري دير الأنبا بيشوي الشرقي والغربي بجوار بوابة الدير.
هذا عن تدخل الأمن وقد أثبتنا أن الأمن كان له تواجد مستمرحتى الفجر، أما عن النصف الثاني من أكذوبته وهو الأهالي فقد ذكر أن غلق الطريق سيحول دون الوصول لمسجد الوهاب لأداء صلاة الجمعة وهذا كذب كما أوضحنا سابقا وكما هو موضح بالرسم. كما ذكر الكثير من عبارات الاستفذاذ للمشاعر تثير حفيظة المسلمين مما لا نرضاه نحن فنحن ندعو للتسامح والسلام ، والدير يقوم بكثير من الخدمات الطبية والعلاج سواء لنقطة الشرطة أو الوحدة التابعة للقوات الجوية أو من يريد من الناس دون التفرقة ، وللدير مع الجميع الكثير من المواقف الطيبة ، وما كان للدير على الإطلاق مجرد التفكير في غلق الطريق لو كان هذا يمنع الناس من الصلاة فهذه سمات تعاملنا من إحترام الناس واحترام الشعائر.
ومن ضمن ما ذكر من أكاذيب أيضا أن هناك مزارع على جانبي الطريق يمتلكها أقباط وهذا كذب أيضا فتلك المزارع تقع على بعد حوالي 6 كم من الدير في الاتجاه البحري أي خارج كل نطاق أرض الدير ولا علاقة لهذه المزارع بالدير على الإطلاق أي أن الكاتب تعمد اختيار أسماء بعض الأقباط من ممتلكي المزارع القريبة من الأديرة دون غيرهم من المسلمين والزج بأسمائهم في المقال. كل هذا بهدف إثارة حفيظة المسلمين ضد الدير وهذا في الحقيقة هو هدف كل هذا المقال الكاذب سواء فيما كتبه الكاتب أو نقله عن آخرين.
ومما يؤكد هذا قوله في العمود الأول من المقال ( ولكن يوم الجمعة اقترب كثيرا ووقتها سيعرف الناس ماجرى )
ونحن نقول له أنه لولا هذا المقال المسموم ما كان للقليل أن يعرفوا ماجرى أما بفضل هذا المقال فقد عرفه الكثير جدا وياليتهم عرفوا الحقيقة بل عرفوا أكاذيب مسمومة. ليته كان أمينا فيما كتب وليت المسئولين بهذه الجريدة ما انساقوا وراء تلك المقالة السيئة والمليئة بالأكاذيب والمتناقضات والأخطاء التاريخية والوثائقية والتي تعطي الكثير من الانطباعات غير الطيبة عما نحاول إظهاره نحن من وحدة وطنية ومشاعر ود تجاه الآخرين. ونريد أن نعرف لمصلحة من كل ما كُتب
تحدث عن دير ونشر صورة لمدخل دير آخر
تحدث عن دير من القرن الرابع الميلادي قائلا أنه من القرن الثالث عشر
تحدث عن مكان تتعدى مساحته 500 فدان ويقول أن مساحته 30 فدان
ويتحدث عن الطريق القديم على أنه أرض مسلوبة علما بأنه يقع في أرض يملكها الدير ومساحته حوالي 2 فدان وقد ضحى الدير بستة أفدنة للطريق الجديد كما سبق وذكرنا.
أي أن الكاتب إنسان لم يتحر الدقة والأمانة ولا حتى مصلحة وطنه والناس فيما يكتب.
وما ذكرناه نحن فهو الحقيقة كاملة ومثبتة بالوثائق ومرفق بما قلناه رسم توضيحي يبين مكان الطريق القديم والطريق البديل ومكان المسجد والزاوية المهجورة وأرض الدير ونقطة الشرطة ومرفق أيضا معها كل الأوراق الرسمية الصادرة من :
القوات المسلحة – وهيئة الآثار – ومحافظة البحيرة – ومجلس مدينة وادي النطرون
الخاص بهذا الطريق
ومرفق أيضا المذكرة التي رفعها رئيس الدير نيافة الأنبا صرابامون إلى السيد محافظ البحيرة بعد احتدام الأمر يوضح له فيها كل ما جرى من أحداث بكل أمانة.
ختامًا
ذكرنا كل هذا كحقيقة ومرجع لكل من يريد أن يعرف أي تفاصيل عن هذا الأمر والدير غير مسئول عن أي تصريح ينشره أي كاتب يخالف كل ماسبق.
دير القديس العظيم أنبا بيشوي
وادي النطرون