زيورخ في 5/2/2007
المواطنة في عيون مبارك
تبنى الرئيس حسني مبارك في خطابه يوم 24/12/2006 بشأن التعديلات الدستورية مبدأ المواطنة، وإن صدق الرئيس في ذلك فهذا يعني أن مصر ستصبح لكل المصريين "ليست لفئة ذات دين أو لون معين بل لكل المصريين" وتبنى أيضاً عدم إقامة أحزاب ذات صبغة دينية ونقاط كثيرة طرحها الرئيس مبارك وأهم ما بها المواطنة.
ولا أعرف لماذا انتابتني حالة هستيرية من الضحك على مبدأ المواطنة الذي يسعى الرئيس لإحيائه بعد موت 25 سنة من حكم الرئيس و55 سنة من انقلاب العسكر وتوقعت أن يغير اسم الحزب الوطني إلى حزب البعث "لإحيائه فكرة المواطنة بعد موتها على يد حزب الرئيس شخصياً".
وأخذت نفسي الأمَّارة بالسوء تسرد شريط المواطنة منذ 25 سنة وكيف عانى! ويعاني أقباط مصر في الداخل من اضطهاد وتعصب وتفرقة؟ وكيف مزق سيادة الرئيس وحاشيته ثوب المواطنة ولطخوا ثوب مصر العريقة أمام العالم فعلى سبيل المثال لا الحصر.
* بكاء الرئيس مبارك على الشهيد محمد الدرة إثر قتله برصاص أحد الجنود الإسرائيليين يوم 28 ديسمبر سنة2000!
وتذكرت ظهور الرئيس حسني مبارك في التليفزيون ذاكراً "لقد تأثرت وبكيت على الطفل الشهيد محمد الدرة!!" ووسط هذه الأحداث المؤلمة تذكرت رئيس مصر الذي لم تهتز له شعرة واحدة، ولم يتحرك له جفن يوم استشهاد الشهيد جرجس أسعد شحاتة ذات الأعوام التسعة وحيد أمه يوم 19/1/2005 في العديسات من الخوف.
* وعدم بكاء الرئيس يوم شقت الفأس رأس الشهيد كمال شاكر مجلع وتُوفي في مستشفى الأقصر وتعجبت أين كانت المواطنة التي يتحدث عنها الرئيس الآن! وأين دموع الرئيس؟!!.
* ويوم قتل 21 قبطياً واثنين منهم تم حرقهما وسط الحقول في الكشح في شهر يناير سنة2000 وإليك صور الشهداء:
http://www.amcoptic.com/kosheh_irhab/el_kosheh_picture.htm
* ويوم ذبح الشهيد نصحي عطا الله جرجس يوم 14/4/2006 في كنيسة القديسين بالإسكندرية على يد صلاح عبد الرازق "المجنون المبرمج" - ببرنامج أمني إخواني محكم ومنظم بين أمن الإسكندرية والإخوان المسلمين.
* ويوم استشهاد القس ميخائيل إبراهيم من طحا الأعمدة مع اثنين من خدام الكنيسة بإلقائهم في ترعة الإبراهيمية الساعة الواحدة والنصف فجر يوم 1مايو 2004 بقيادة الضابط أحمد الكيلاني أمن دولة بالمنيا إثر إصلاحهم سور الكنيسة بعد وقوع شجرة عليه.
* ويوم هجوم القوات المسلحة على مقابر الأقباط في أبو زعبل .
* ويوم هجوم القوات المسلحة على دير بطمس
* ويوم هجوم الشرطة لهدم دير الأنبا أنطونيوس أول دير في العالم.
* ويوم هجوم الغوغاء والدهماء على شركائهم في الوطن في العياط والإسكندرية والمنيا... إلخ.
كل هذه الأحداث دارت بنفسي الأمارة بالسوء والتي لا تحمد ولا تشكر واسمعها تنطق داخلي ساخرة، هل تصدق حديث الرئيس؟! لماذا لا تتعلم من الأحداث السابقة؟! وأحاول أن أهدئ من سخريتها وتمردها داخلي محدثها المهم الآن الرئيس قال وكلمة الرؤساء لا ترد.
فتزداد سخريتها داخلي بعنف ذاكرة أمثلة حية هل نسيت أن الرئيس أمر بتحويل ترميم الكنائس للمحافظين وتعقدت الأمور أكثر وانكشفت الخطة اللعينة بأن ما كان يحتاج لإمضاء شخص واحد!! أصبح يحتاج عشرات الأشخاص وبدل من متطرف أصبح 100 متطرف!!
وأحاول جاهداً الانتصار على نفسي بالصراخ عاليا مخاطبها ولكن الرئيس سيحقق المواطنة لكل المصريين، أجدها تزداد سخرية مستنكرة!! أين دموع الرئيس من شهداء الأقباط؟! أين كان الرئيس منذ 25 سنة؟! أين كان الرئيس في انتخابات مجلس الشعب عام 2005؟! وأين كانت المواطنة بترشيح 2 فقط أقباط من 444؟! لماذا لم يطلب الرئيس تمثيلاً عادلاً للأقباط كما طلب للمرأة أيضاً؟! أحاول أن أقنعها بكلام الرئيس والمواطنة وأجدها تقنعني بالواقع المرير وصدق رؤيتها وصواب رأيها في تحدِ قاسي.
إن كان الرئيس فعلاً جاد في تطبيق المواطنة فليبدأ بإلغاء المادة الثانية للقضاء على التطرف والتعصب ضد الأقباط! هذه المادة التي حرمتهم من حقوقهم المدنية والدينية والسياسية والاقتصادية وعاشوا غرباء في وطنهم الأصلي.
فهل يصدق الرئيس أم لا؟
هل سينطبق على كلام الرئيس "كلام الملوك والرؤساء لا يرد"؟..
وهل.. وهل.. وأسئلة أخرى كثيرة تحتاج لإجابة شافية؟
وأملي أيضاً من كل الكتاب الليبراليين والمستنيرين في العالم العربي أن نساهم معاً في حملة لهدم حصون التفرقة ومخابئ وأنفاق وسراديب الإسلاميين بإزالة أسباب التطرف والاضطهاد من دستور بلادنا المقنن في مصر بالمادة الثانية.
وأنا كلي ثقة بمشاركة كتاب لهم عقل ورؤية وصدق مع النفس لرفع الظلم عن أكبر الأقليات في العالم العربي ولتنطلق بلادنا نحو التقدم والنمو والازدهار ويتم القضاء على الفتنة وأسبابها بإزالة المادة الثانية من الدستور.
ولتنتهي الخطوط الحمراء والصفراء وأيضاً الخطوط اللي فوق واللي تحت وتصبح المواطنة والانتماء لمصر هو الأساس ونعيش في مصر مواطنين بدون تمييز بسبب الدين وتكون أحاسيس الرئيس صادقة ودموعه أمينة لا تفرق بين محمد الدرة ومرقص أو كوهين ما دام المَصَاب مصري، ونغلق الأنفاق والسراديب التي تسمح بدخول المتطرفين من الإسلاميين والإخوان المتطرفين باسم الدين.
وحينما تكون المواطنة فوق الدين يكون الرئيس صادقاً ويسقط المهدي عاكف والإخوان ويهرب من مصر إلى ماليزيا أو تركيا ولن يجد من يرحب به طبقا للمثل المصري "اللي مالوش خير في أهله مالوش خير في غيره".
ومع رحيله ستصاحبه الطزات الثلاثة التي يستحقها. مدحت قلادة This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.