هل يجب حظر مناقشة هموم الأقباط خارج مصر؟
منير بشاي _ لوس أنجلوس
لم أكن من االمنظمين لمؤتمر شيكاغو الأخير, أو أي من المؤتمرات التي سبقته سواء في زيورخ أو واشنطن.
ولم أشارك أو أحضر أيا منهما, وإن كنت لا أخفي أنني أتعاطف مع الأهداف التي دعت إليها هذه المؤتمرات. ولذلك ليس هدفي من هذا المقال الدفاع عن هذه المؤتمرات أو المنظمات التي قامت بها أو المنظمين لها. هذا أتركه لأصحاب الشأن, وأظن أنهم قادرون علي الدفاع عن أنفسهم.
ولكن ما يهمني هنا مناقشة مبدأ تردد كثيرا بعد هذه المؤتمرات, ويستند إليه المعارضون للمؤتمرات من داخل مصر سواء كانوا من الإخوة المسلمين بل أيضا من بعض الأقباط. هذا المبدأ هو القول إنه لا يجوز مناقشة هموم الأقباط خارج مصر. بل ويتمادي البعض بالإضافة إلي تأكيدهم لهذا المبدأ إلي تأكيد مبدأ آخر وهو أنه لكي نبعد الموضوع عن أن يصطبغ بالطائفية فإنه من الأفضل أن يتبني الدفاع عن حقوق الأقباط الإخوة المسلمين فحسب دون مشاركة من الأقباط.
وأريد أن أؤكد بداية أن أقباط المهجر لم يمنعوا أحدا أراد أن يناقش ويطالب برفع الغبن عن الأقباط داخل مصر. وأعتقد أن الموضوع لو أنه كان قد أخذ حقه من النقاش داخل مصر, وكانت هناك خطوات جدية للإصلاح لما كانت هذه الضجة خارح مصر, ولما كان هناك احتياج لعقد هذه المؤتمرات.
كما أريد أن أوضح أن المسألة القبطية تخصنا كأقباط أكثر من غيرنا. وفي الوقت الذي نرحب بكل الشكر والامتنان والتقدير مشاركة إخوتنا المسلمين بالتعاطف معنا وضم صوتهم إلي صوتنا, ولكن لا يجب بأي حال من الأحوال أن يلغي هذا حقنا المشروع في المطالبة بحقوقنا. فنحن لسنا قصر أو تحت الوصاية من أحد وعصر الذمة قد انتهي وقته ولن يعود.
كما أريد أن أوضح أن المسألة القبطية تخصنا كأقباط أكثر من غيرنا. وفي الوقت الذي نرحب بكل الشكر والامتنان والتقدير مشاركة إخوتنا المسلمين بالتعاطف معنا وضم صوتهم إلي صوتنا, ولكن لا يجب بأي حال من الأحوال أن يلغي هذا حقنا المشروع في المطالبة بحقوقنا. فنحن لسنا قصر أو تحت الوصاية من أحد وعصر الذمة قد انتهي وقته ولن يعود.
ومن حيث المبدأ لا أظن أن أقباط المهجر يمانعون في أن يعقدوا مؤتمرات لهم داخل مصر إذا توفرت الظروف الملائمة. ولكن عقد مؤتمرات داخل مصر لا يعني بالضرورة حظر عقد مؤتمرات لهم خارج مصر. وأنا شخصيا لا أري الحكمة من حظر الكلام عن مشاكل الأقباط سواء في داخل مصر أو خارجها. وربما كان السبب من تحبيذ قصر الكلام في هذه المواضيع الحساسة داخل البيت المصري هي تقاليد مصرية لم تعد لها فاعلية طبقا لتطورات العصر. فربما جاء هذا من قبيل المبدأ القائل ''إذا بليتم فاستتروا'' وأننا لا يجب أن نفضح أنفسنا بأن ننشر غسيلنا الوسخ علي الغرباء. ولكن العالم قد تغير ولا نستطيع الآن أن نخبئ الأمور. فما يحدث في قرية نائية في صعيد مصر ينتقل بفضل وسائل الاتصالات الحديثة متل الإنترنت والفاكس والستالايت إلي العالم كله خلال ثواني معدودة. بل ولماذا نحاول التخبئة أليس من الأفضل أن تعالج الأمور وبالتالي لا يكون هناك فضيحة أو احتياج إلي التخبئة أو التغطية؟
ومع ذلك فأنا شخصيا لا أتوقع معجزات يمكن أن تتحقق من عقد هذه المؤتمرات لشرح مطالب الأقباط داخل مصر. هل في هذه المشاكل القبطية جديد لم يقتل بحثا؟ هل في هذه المشاكل غموض يحتاج إلي توضيح؟ هل في هذه المشاكل وجهات نظرمتعارضة تحتاج إلي حسم؟ الغريب أن كل من سمعته يتكلم يقول إنه يعترف بأنه هناك مشاكل للأقباط ولكنه بعد ذلك مباشرة يقول ولكن المكان لمناقشتها هو داخل مصر. وهنا أتساءل إذا كان الكل يعترف بوجود المشكلات فلماذا لا توضع الحلول لها وما حاجتنا إلي المزيد من الكلام والنقاش؟ إلا إذا كان الهدف هو التسويف والمماطلة وتضييع الوقت وليس الرغبة الجادة المخلصة في الحل.
وأتعجب كثيرا لمحاولة البعض استخدام أساليب المغالطة وقلب الموازين لغرض إحباط نشاط أقباط المهجر. ومن هذا إطلاقهم تعبيرات مثل ''ابتزاز'' علي المناداة بهذه الحقوق. وأنا أفهم أن الابتزاز يحدث عندما تطالب بأمور لا تحق لك. أما المطالبة بالحقوق المشروعة فكيف تصبح ابتزازا؟ إذا حاولت أن آخذ أتاوة لا تحق لي من إنسان تحت أي نوع من التهديد فسيكون هذا ابتزازا. أما إذا كان لي عند شخص شيئ أخذه مني ويرفض أن يرده لي, مع أن في مقدوره أن يفعل هذا, فهل مطالبتي بحقي يعتبر ابتزازا؟
إن لأقباط المهجر حقهم المشروع في الكلام عن القضايا التي تهمهم وعلي رأسها مطالب أخوتهم أقباط الداخل في المساواة في الحقوق والواجبات, ولا تستطيع قوة علي وجه الأرض أن تأخذ هذا الحق منهم أو تسكت أصواتهم. هذا هو واجبهم الإنساني المقدس وفوق ذلك هو أمر الله لهم ''افتح فمك... وحام عن الفقير والمسكين'' (أمثال 9:31).
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.