alquds

معارك حول تدخل الدين في حياة الشباب والبنات

وإلي نوع من المعارك الخاصة بالتدين، الإسلامي والمسيحي، وأولها من نصيب مدير تحرير الأحرار زميلنا وصديقنا عصام كامل، الذي بدأ يوم الاثنين يضرب كفا علي كف، قبل أن يوضح السبب وهو: عندما تتحول قصة حب بين فتي وفتاة إلي قضية أمن قومي فإن الوطن كله في حالة خلل ويحتاج إلي مخلصين بعيدا عن خانة الدين يخلصونه من داء غريب علي الجسد المصري داء ينخر في عظامه.

وحتي الآن لا أعرف ما هي علاقة الكنيسة أو المسجد بشاب أحب فتاة أو فتاة أحبت فتي ولم يقف الدين حائلا بينهما سواء اتفقا علي أن يبقي كل منهما علي دينه أو أن أحدهما يري أنه قانع بالتحول إلي دين آخر .وما هي الفائدة المرجوة من وراء فرض الدين فرضا علي العباد إذا كان المولي عز وجل قد ترك اختيار الإيمان أو الكفر أمام عباده.

وإذا كان الناس ـ أي ناس مسلمين أو مسيحيين ـ قد جروا وراء وهم الحفاظ علي الدين بهذه الطريقة المتخلفة فانهم في بيوتهم ومعاملاتهم لا يعرفون حق الله وكفانا ما نري من ممارسات لهذه الفرق في تعاملاتها اليومية وما نسمعه وما نراه كفيل وحده بأن نطالبهم بالخرس الأبدي.
أن مصر ليست بحاجة إلي مساجد أو كنائس فما أكثر مساجدنا وكنائسنا التي تشكو الفراغ، فراغ الفكر، فراغ النفوس، فراغ العقيدة، فراغ حتي بمعناه الحرفي، فراغ من المصلين في الوقت الذي نهض فيه العالم من حولنا بعد أن انتهي من معركته مع الجنة والنار . بل والأغرب أن الفنانة المسلمة إذا تحجبت ثم خلعته تتعرض للهجمات والزوابع، وهو ما أثار أعصاب زميلنا بمجلة الكواكب سامح صبري أيوب فقال غاضبا: لست أعلم لماذا كل هذا الحراك الأصولي تجاه فنانات مصر فمنهن من ارتدت الحجاب ثم خلعته وأني اري أن هذا شيء طبيعي ولا غبار عليه ولكن هناك أيضا أوصياء علي الإسلام يريدون بتصرفاتهم الحمقاء أن يشوهوا صورته أمام العالم بادعائهم أن الحجاب فريضة ومن تخلع الحجاب تعد كافرة!

وهذا ما قرأناه عن الأستاذ المحامي لا فض فوه الذي اعتبر الفنانة عبير كافرة لأنها خلعت الحجاب ولم يكتف هذا فقط بل قام برفع دعوي قضائية عليها وإذا كان الحجاب فريضة كما يدعي هؤلاء الأوصياء فلماذا احتجب أزمنة طويلة ثم ظهر في هذه الأيام الغبراء علي طريقة النيولوك؟ وإني اعتقد أن ما يحدث الآن ليس المستهدف منه الفنانات فحسب بل مصر ذاتها التي نشرت الحضارة والعالم الآن في سباق مع الزمن من أجل التطور المتلاحق في هذا الزحم التقدمي. انني أوجه نداء ليس للفنانات المحجبات بل إلي كل امرأة في مصر وإلي كل رجل وإلي كل طفل تربي علي تراب هذه الأرض الطيبة، إن مصر مهبط الرسالات الدينية قد عاشت قرونا طويلة تعبد الله الواحد علي جميع أطيافها وهي حافظة تعاليم دينها وربت بنين وبنات علي الفضيلة ولازالت هذه التعاليم تجري في دماء ابنائها إلي الأبد حتي إذا تعروا من الحجاب .


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com