محاولة اغتيال وراء إعادة نشر الرسوم
تقرير-عماد خليل
قامت الصحف الدنماركية بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول، وذلك في رد فعل لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرسام كورت فسترجورد صاحب أحد الرسوم ال12 المسيئة للرسوم، وذلك بعد أن ألقت الشرطة الدنماركية القبض على مجموعة من الشباب ذو الأصول العربية الإسلامية في مدينة أرهوس التي يعيش بها كورت، وقامت الشرطة بحملة اعتقالات لبعض المتورطين في الحادث وقامت الشرطة بترحيل تونسي من المتهمين وتحقق الآن مع دنماركي من أصول مغربية.
وقد أعادت الصحف الدنماركية الكبرى نشر الرسم الخاص بكورت، وهو للرسول يضع على عمامته قنبلة، وذلك للتضامن معه ضد تعرضه للاغتيال ومساندة لحرية التعبير حسب رؤية الصحف الدنماركية، خاصة أن فستر جورد البالغ من العمر 73 عاماً يعيش في حراسة الشرطة منذ ثلاثة شهور بعد التهديدات بالقتل التي تصله من متطرفين في الدنمارك، وقد أصدرت الحكومة الدنماركية بيان تدين فيه محاولة الاغتيال وأشار رئيس الوزراء أندرياس فوج راسموسن في بيان له أن الاعتقالات الأخيرة تشير لوجود مجموعة متطرفة لا تحترم القيم والمبادئ الدنماركية.
وفي رد فعل على إعادة نشر الرسوم في الصحف الدنماركية تظاهر أكثر من 1500 مسلم في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، احتجاجاً على إعادة نشر الصحف لتلك الرسومات، وقد استمرت المظاهرة نحو ساعتين، ورفع خلالها المتظاهرون لافتات منها «نحن فداك يا رسول الله»، وشعارات تندد بموقف حكومة كوبنهاجن.
يذكر أن موقف الصحف الدنماركية الأخير قد حظى بدعم أوروبي انطلاقاً من مبدأ حرية الصحافة، كما أبدى الرئيس الأمريكي جورج بوش دعمه لرئيس الوزراء الدنماركي في الأزمة، بينما أكد المنسق العام للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أن الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده لعدم تكرار مثل تلك الأزمة، يؤكد أن حرية الصحافة ودعم حرية التعبير يأتيان على رأس الأولويات في الغرب.
ومما ساهم في تفاقم الأزمة الأخيرة أن المكتبة الوطنية الدنماركية تحاول الآن توثيق تلك الرسوم ال 12 لأنها جزء من تراث التاريخ الدنماركي، وستقوم بشراء تلك الرسوم من الرسامين للحفاظ عليها، ولكنها أكدت أن هذا العمل للحفاظ على تلك الرسوم لأن رد الفعل الذي نتج عنها في كل العالم جزء من تاريخ الشعب الدنماركي يجب الحفاظ عليه.
وفي تعليق لها على الأحداث الأخيرة أكدت وفاء أسامة الباحثة بالمعهد المصري الدنماركي للحوار بالقاهرة أن قيام الصحف الدنماركية بإعادة نشر الرسوم كمساندة منها للرسام الذي تعرض للاغتيال على يد بعض المتطرفين، وأشارت إلى أن الشرطة الدنماركية قامت بترحيل شاب تونسي وتقوم الآن بالتحقيق مع باقي المتهمين، وأشارت إلى أن خروج المظاهرات في الدنمارك كان للاعتراض على الرسم الذي تم إعادة نشره، وهو يصور النبي بعمامة بها قنبلة، مما يجرح مشاعر الدنماركيين المسلمين.