الظواهري: لا مانع من سفك الدماء لإقامة دولة إسلامية

محيط - وكالات

ايمن الظواهرى

لندن: انتقد أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وثيقة ترشيد العمل الجهادي التي أصدرها مفتي جماعة الجهاد المصرية وأميرها السابق سيد إمام، متهما إمام بأنه تراجع عن موقفه لحساب المخابرات الأمريكية. واعتبر الظواهري أن مصلحة قيام الدولة الإسلامية المجاهدة، أعظم من مفسدة سفك دماء بعض الأبرياء".

وكان الظواهري المحكوم عليه غيابيا بالإعدام في مصر والذي تطارده الولايات المتحدة منذ أحداث سبتمبر2001 قد أعاد الجدل مجددا حول وثيقة الدكتور سيد إمام الشريف المعروف بـ "الدكتور فضل"  والتي أصدرها في شهر نوفمبر 2007 وأثارت وقت عرضها ردود أفعال واسعة بين عناصر الجماعات الجهادية في العالم.

وشن الظواهري هجوما حادا على الوثيقة، معتبرا أنها "محاولة يائسة (برعاية أمريكية) للتصدي للموجة العاتية من الصحوة الجهادية"، فيما فسره مراقبون على أنه رد من الظواهري على هجوم سابق شنه سيد إمام على تنظيم القاعدة واتهم فيه زعيم التنظيم اسامة بن لادن وساعده الأيمن الظواهري بأنهما وأتباعهما كانوا من صنع المخابرات الغربية وألعوبة في أيدي الاستخبارات السودانية والباكستانية.

ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن الظواهري قوله في كتاب نشرته أمس عدد من المواقع الالكترونية التابعة للقاعدة وحمل عنوان "التبرئة": "إن مبادرة سيد إمام تخدم مصالح التحالف الصليبي - اليهودي مع حكامنا، وتمثل ثمرة ما تريده أجهزة المباحث والمخابرات الأميركية من تخذيل للمجاهدين وخداع للأمة".

ورأى الظواهري أن "المستفيدة الأولى من هذه التراجعات هي أمريكا"، مشيراً إلى وجود "عامل أمريكي في التراجعات". وقال إن سيد إمام "أعلن تراجعه في كتابه (الجامع) منذ عام 1994، وانصرف لحياته الخاصة باسمه الحقيقي في اليمن في تعايش غريب مع أجهزة أمنها، ثم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر اعتقلته السلطات اليمنية بأوامر أمريكية ورُحل إلى مصر، وتصور الأمريكان أنه قد يكون مفيداً في حملتهم الصليبية الجديدة".

وشدد الظواهري على أن "لا ولاية لأسير"، مضيفاً أن "الوثيقة تحل مشكلة أسير اكتفى بما قدم، أو ندم عليه، ويريد أن ينصرف للنظر في شأنه الخاص، لكنها لا تحل مشكلة مجتمع ولا شعب ولا أمة، وهي نشرة أمنية، هدفها عدم تعكير صفو الأمن بلغة وزارة الداخلية". وزعم في رده على الوثيقة، إن السفارة الأمريكية، وفرع مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" والاستخبارات الأمريكية "سي آي ايه" في مصر هي الجهات التي تشرف على تراجعاتكم".

لا مانع من سفك دماء الأبرياء

وانتقد الظواهري الدعوة إلى وقف العمليات في مصر، معتبراً أن "مصلحة قيام الدولة الإسلامية المجاهدة، لا شك أنها أعظم من مفسدة سفك دماء بعض الأبرياء". وأضاف "أن في حال وقوع أخطاء، يحاسب المخطئ على خطئه، ويعوض المتضرر حسب الشريعة، ويستمر الجهاد".

واختتم الظواهري حديثه عن الوثيقة قائلا: "لنتكلم بصراحة، هذه الحملة والضجة الإعلامية موجهة أساساً وبالتركيز ضد جماعة قاعدة الجهاد، لأنها في نظر أمريكا الخصم الأخطر على مصالحها وأمنها القومي، ان هذه التراجعات لم تكتب في ظروف القهر والسجن والخوف فقط، ولكنها كتبت بإشراف وتوجيه وتدبير وتمويل وإمكانات الحملة الصليبية - اليهودية، ثم أنها كُتبت في الأسر".

وأفرد الظواهري فصلاً في كتابه لكل حلقة من الوثيقة. واستشهد بمقولات لمنظري الحركات الجهادية، بينهم عبدالله عزام وأبو قتادة وأبو مصعب السوري وغيرهم، ومرافعات للمتهمين في قضايا العنف الديني في مصر، اعتبرها تفنيداً لمقولات "الدكتور فضل".

تقليل من شأن إمام ووثيقته

الدكتور فضل



من ناحية اخرى، قلل الظواهري من تأثير الوثيقة على المجاهدين، متسائلاً عن تأثير "الدكتور فضل" وأهميته. وقال إن الأخير "نفض يده من العمل الجهادي وانتقد أصحابه منذ أربعة عشر عاماً، فكيف كان حال الجهاد فيها؟ هل تراجع أم تصاعد حتى صار أقوى خطر يهدد أميركا؟".

ولفت إلى أن الوثيقة "ألقت باتهامات على المجاهدين من دون دليل ولا برهان". وأضاف أن كاتبها "نزل في أسلوب كتابته إلى مستوى السب والشتم والتجريح الشخصي بالزور والافتراء، وهذا مستوىً يُعرف عن ضباط المباحث، فهل انتقل له هذا الأسلوب من العلاقة التي نشأت بين الكاتب وأولئك الضباط التي كان هذا الكتاب إحدى ثمراتها؟".

ولم تسلم "الجماعة الإسلامية" في مصر من هجوم الظواهري، حيث اتهم قادتها "باستغلال تراجعاتهم لحصد المكاسب وإرضاء أمريكا بعد أحداث سبتمبر . وحذر "الصامدين في السجون" من المشاركة " في هذه الدعايات".

وكانت "الجماعة الإسلامية" في مصر قد دافعت عن مراجعات سيد إمام وأعتبرتها إحدى ثمار مبادرتها لوقف "العنف" التي أطلقتها قبل عشر سنوات. وقالت أن هذه المبادرة "تهدف لمنع الاحتراب الداخلي والفتن والقلاقل عن طريق العودة إلى نبعنا الصافي ومنهجنا الوسطي القويم والعودة إلى ما كنا عليه في بداية اعتناقنا للفكرة الإسلامية وهو هداية الخلائق والجمع بين معرفة الحق والرحمة بالخلق، والخوف على الناس والرفق بهم ودعوتهم ومساعدتهم وقت حاجتهم والوقوف بجانبهم في أزماتهم".

بن لادن والظواهري

كان سيد إمام قال في تصريحات سابقة له، إن غالبية الذين انتقدوا وثيقته "ترشيد الجهاد في مصر والعالم" لم يناقشوا ما فيها وإنما اتهموه بالعمالة أو الخضوع لضغوط من جانب السلطات المصرية، معتبراً أن "بن لادن والظواهري وأتباعهما هم الذين كانوا من صنع المخابرات وألعوبة في أيدي الاستخبارات السودانية والباكستانية".

وحمل إمام بشدة على الذين هاجموا وثيقته وأكد أن الوثيقة "تلقاها مئات الإخوة الجهاديين في مصر بالقبول والاستحسان ومنهم شيوخ بعض المقيمين في الخارج". واستغرب القول إن الجهاديين عقائديون ولا يثقون إلا بالمشايخ المرابطين في الثغور، وقال: "لم يكن أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري رحمهم الله كذلك، فهل لا يثقون بهم وبعلمهم؟" وتناول مسألة الجهاد، وشدد على أن الجهاد "ماض وسيستمر حتى الخلافة بإذن الله" لكنه شدد على أن "ما عند الله لا ينال بمعصيته ولا بالغدر والكذب والخيانة" على حد قوله

وقال إمام من سجن طرة: "لا أحداً ممن هاجموا الوثيقة يتمتع بالعلم الشرعي، أنا لا أتكلم إلا بدليل من الكتاب والسنة فلم يتبق أمامهم إلا التجريح". وحول كتابته الوثيقة أثناء وجوده في السجن أشار إلى ان "العبرة بدليل كلامي لا بمكانه، مستغرباً الادعاء بأن الوثيقة تصب في خانة "الأعداء".

وأضاف: "اتهمنا بهذه التهمة أثناء مشاركتنا في الجهاد الأفغاني ضد الشيوعية عندما قالوا إننا عملاء لأمريكا وأن جهادنا يخدم أمريكا ضد الروس وكان بن لادن نفسه يشارك في اجتماعات مع أجهزة الاستخبارات وإذا كانت أمريكا استفادت من الجهاد الافغاني فإن هذا حدث وفاقاً لا اتفاقاً وكذلك استفاد المسلمون".

وتابع: "ليس معنى أن تعمل عملاً مشروعاً ثم يستفيد منه الكفار أن هذا يقدح في صحة العمل ومشروعيته، لماذا يخافون من كلامي؟ وأنا لم أفرض كلامي على أحد وليست لي سلطة على أحد أم لأنه لم يوافق هواهم؟".


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com