الشُّجَاعُ الأَقْرَعُ  
 

  بقلم   حمدى رزق    ٢/ ٣/ ٢٠٠٩

 «.. بل سُلِّطَ عَلَيْهِ فِى قَبْرِهِ ثُعْبَانٌ اسْمُهُ الشُّجَاعُ الأَقْرَعُ، عَيْنَاهُ مِنْ نَارٍ وَأَظْفَارُهُ مِنْ حَدِيدٍ طُولُ كُلِّ ظُفْرٍ مَسِيرَةُ يَوْمٍ يُكَلِّمُ الْمَيِّتَ فَيَقُولُ: أَنَا الشُّجَاعُ الأَقْرَعُ، وَصَوْتُهُ مِثْلُ الرَّعْدِ الْقَاصِفِ يَقُولُ أَمَرَنِى رَبِّى أَنْ أَضْرِبَك عَلَى تَضْيِيعِ صَلاةِ الصُّبْحِ إلَى بَعْدِ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَأَضْرِبَك عَلَى تَضْيِيعِ صلاة الظُّهْرِ إلَى الْعَصْرِ، وَأَضْرِبَك عَلَى تَضْيِيعِ صَلاة َ الْعَصْرِ إلَى الْمَغْرِبِ، وَأَضْرِبَك عَلَى تَضْيِيعِ صَلاة الْمَغْرِبِ إلَى الْعِشَاءِ، وَأَضْرِبَك عَلَى صَلاة الْعِشَاءِ إلَى الْفَجْرِ.

فَكُلَّمَا ضَرَبَهُ ضَرْبَةً يَغُوصُ فِى الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فَلا يَزَالُ فِى الْقَبْرِ مُعَذَّبًا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَمَّا التِى تُصِيبُهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ الْقَبْرِ فِى مَوْقِفِ الْقِيَامَةِ فَشِدَّةُ الْحِسَابِ وَسَخَطُ الرَّبِّ وَدُخُولُ النَّارِ» (من كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمى).


من محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين: «إن الإرشاد السياحى مهنة أمن قومى يمر من خلالها المرشد المرشح للقيد بالنقابة بعدة اختبارات وفحوصات، ثم دورات ذات طبيعة خاصة تجعل من المستحيل أن يكون هناك من يحتقر السياحة، وإذا كان هناك أدنى شك فى الاعتقاد فى حرمة السياحة والعمل مع السائحين أو الاعتقاد فى حرمة الآثار باعتبارها آيات عذاب الله للأمم السابقة.. فلن يعمل بها مرشد سياحى أبدا، فضلا عن ظهور ذلك فى ضعفه المهنى فيما بعد، نتيجة أنه لن يعمل بها بروح مخلصة ولكن بازدواجية وميكافيللية بغيضة تتناقض مع مرشد يعتبر سفيرا لبلاده داخلها قبل خارجها.
ونتحدى أن يكون قد تسرب إلى أى من الزملاء هذا الفيروس المتشدد، لأن ذلك لا محالة سوف ينعكس على وجهة نظره وآرائه وعلى أسلوب عمله، وسوف ينكشف لا محالة، خاصة أننا لم نتلق شكوى من زميل ضد زميل يعتنق هذا الفكر.


 وكذلك لم تشتك شركة سياحية أو مجموعة أو فرد سائح من أفكار سلفية لدى أحد المرشدين.. لأنه ببساطة من يعمل بها يأتيها عن قناعة ويعلم كل ملابساتها وظروفها ويقبلها كما هى، بعكس موظف السياحة أو العامل، فهما فى الغالب يلجآن إليها كوظيفة، وليست كرسالة أو مهنة أمن قومى تبرأ بصاحبها من الوقوع فى الزلل، كما هو الحاصل فى مهنة الإرشاد التى أصبحت ذات قواعد راسخة وأصول مهنية لا تسمح لمن يعمل بها أن يكون متناقضا أو منقسما على ذاته أو ميكافيللياً».

أعلاه تعقيب غريب من محمد غريب، على رسالة تكفير السائحين الأجانب على أيدى نفر من المرشدين السياحيين والتى نشرت يوم الخميس الماضى تحت عنوان «تبس الكفرة»، ومع احترامى للنقيب وللمهنة وللرسالة، غريب من النقيب أن ينفى وجود نفر من الخوارج على الأصول المهنية الراسخة لدى السواد الأعظم من المرشدين السياحيين.. وتؤكد وجودهم المريب شهادات أعضاء معتبرين فى مجلس النقابة الذين يتوقعون اكتساح هذا التيار الانتخابات المقبلة فى النقابة.

وللنقيب أهدى قصة مثيرة بعنوان: «الشُّجَاعُ الأَقْرَعُ»، حيث استفرد أحد المرشدين السياحيين، بروح مخلصة لما يعتقد، بمجموعة من السياح، وقص عليهم ما تيسر من سيرة الشُّجَاعِ الأَقْرَعِ، فارتعبوا ولم يذوقوا النوم ليلتها وبلغت شكواهم النقابة وجرى تحقيق... (ولدينا شهادات فى هذا السياق).

والغريب أن هناك اثنتين من المنتقبات حصلتا على ترخيص مزاولة مهنة الإرشاد السياحى، ومع تسليمنا بحرية اللباس، ولكل امرئ ما ارتدى، هل من أصول المهنة ذات القواعد الراسخة والتى لا تسمح لمن يعمل بها، أن يكون متناقضا أو منقسما على ذاته أو ميكافيلليا، أن تتحصل منتقبة على ترخيص مزاولة مهنة حتى ولو من باب البرستيج.. أليس هذا قمة التناقض والميكافيللية؟!

© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com