عند الصليب...

بقلم منير بشاى – لوس أنجلوس

          وقفتى اليوم تعود بنا ألفى عاما إلى الوراء، وتأخذنا إلى فوق هضبة الجلجثة، حيث علق يسوع البار على الصليب بين لصين كما يصلب المجرمون والفجار.

          يسوع، الذى عن جماله تغنى كاتب المزامير "أنت أبرع جمالا من بنى البشر" مزمور ٤٥:٢ وعن قوته وسلطانه قال "يارب إله الجنود من مثلك قوى" مزمور ۸٩:۸

         

ولكن على خشبة الصليب بدى يسوع وكأنه "لا صورة له ولا جمال ولا منظر فنشتهيه "أشعياء ٥۳:٢ "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" أشعياء ٥۳:۷

          ولكن مهلا...

          لقد كان يسوع جميلا حتى وإن كان جسده مضرجا بالدماء...

          قال الطفل لأمه "كلك جميلة يا أماه، ما عدا يديك المشوهة من آثار الحروق". فردت الأم على طفلها "هل تعلم سبب الحروق التى فى يدى يا طفلى العزيز؟ لقد إشتعلت النار فى ملابسك يوما وكادت تلتهم جسدك وتقضى عليك. فعندما رأيت ذلك ألقيت بنفسى عليك لكى أخلصك من النيران. وكانت النتيجة أنك لم تصب بسوء ولكن النيران أمسكت بيدى وأصابته بالحروق"  وهنا نظر الطفل إلى أمه فى حب وإعجاب وقال "كلك جميلة يا أماه وعلى الأخص يديك اللتان تحملان آثار الحروق من أجلى"

          والصليب الذى كان يبدو أنه آلة للإذلال والضعف والمهانة حوََله يسوع إلى رمز للكرامة والقوة والمجد.

          قال الشاعر جبران خليل جبران "وأنت أيها الجبار المصلوب، الناظر من أعالى الجلجلة إلى مواكب الأجيال، السامع ضجيج الأمم، الفاهم أحلام الأبدية، أنت على خشبة الصليب المضرجة بالدماء أكثر جلالا ومهابة من ألف ملك على ألف عرش فى ألف مملكة. بل أنت بين النزع والموت أشد هولا وبطشا من ألف قائد فى ألف جيش فى ألف معركة".

          نسجد لآلامك أيها المسيح ونفتخر بصليبك الذى به سددت دين الخطية عنا فاستطعت أن تمسك بيد الآب وبيدنا وتصالحنا معا وتفتح لنا باب الفردوس الذى أوصد فى وجوهنا.

          "ما هذه الطريق المؤدية للموت التى أنت سائر فيها يا إلهى ومخلصى؟ أى شئ تحمل على منكبيك؟ هو صليب العار الذى حملته عوضا عنى. ما هذا أيها الفادى؟ ما الذى جعلك ترضى بذلك؟ أيهان العظيم؟ أيذل الممجد؟ أيوضع المرتفع؟ يالعظم حبك!! نعم هو حبك العظيم الذى جعلك تقبل إحتمال كل ذلك العذاب من أجلى".

          هذا ما عملته من أجلى...فماذا يا ترى فعلت أنا من أجلك؟.

 This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com