File:El Fagr newspaper Logo.jpg 

مدحت قلادة يكتب: محنة المواطنة..واستغلال الأقباط

مدحت قلادة يكتب:  محنة المواطنة..واستغلال الأقباط

عهود متتالية مرت على أقباط مصر ..توالت عليهم المظالم ..وتوارث الحكام في مصر استغلالهم .. يٌستغلون لتحقيق مآربهم ..وحينما تتحقق او تكاد تدنو منهم تبدأ معاناة المسيحي في وطنه ..محنه لم تنته مع مرور الأزمنة .. ولن تنتهي طالما هناك خسة وساديه تتفشى في الأنظمة .
           
وفي المقابل يظهر معدن المواطن المسيحي الذي يفدي حفنه من تراب وطنه بالغالي والنفيس ..وبالدماء قبل المال!  لن يغفر التاريخ ما حدث في عام 1971 من اعتداء مروع على   الأقباط في دار للكتاب المقدس فى مدينة الخانكة فى عهد الرئيس " المؤمن " محمد أنور السادات الذى كان يخطط لمعركة العبور المستحيلة,  إذ تفككت الجبهة الداخلية التى كانت بحق هى صمام أمان للكل وحائط صد أمام كل معتدى .
حينها وبدهاء شديد كلف مجلس الشعب المصرى ببحث المشكلة وايجاد حلول التى تضمنها تقرير " الدكتور العطيف عام 1971 " وكانت ومازالت حبيسة الادراج للآن لم ولن ترى النور الا ساعة كتابتها فقط   وتم استخدام التقرير لرأب الصدع الداخلى لنعبر ونجتاز الهزيمة بنصر..وتحمل الأقباط وكانوا على قدر المسؤولية وبعد الانتهاء من المعركة الخارجية تفرغ للقضاء على الأقباط فملك زمام الوطن لجماعة الاسلام السياسي ليضرب اليسار بعد التنكيل بالأقباط !.
  
فتمركزوا فى أسيوط والمنيا وشهد التاريخ على أقسى محنة واجهها المواطن المصري القبطي
فترات تعذيب الاقباط ومسيحيي مصر، وآخر المطاف خطط لاغتيال البابا شنودة ولكن إرادة السماء حكمت حكمها فحصدت روحه يوم عرسه وسط أبنائه بطلقات خارقة حارقة  .
  
وجاء عصرالرئيس مبارك الذي هادن التيارات الدينية والإخوانية وترك البابا شنودة فى الدير 41 شهرا  الى ان صدر قرار باعتراف الدولة بعد ان سحبة السادات وسط تهليل اعضاء سيد قرارة وترك الاقباط للجماعات الدينية واصر على تسليم ملف الأقباط للجهات الأمنية التى نكلت بهم وتظاهر فى اوقات عديدة بصداقة الاقباط ولكنه من آن لآخر تركهم للجماعات الدينية تهنش لحوم أبنائهم فتسرق وتحرق وتقتل وتغتصب لا مانع  .           
  
إلى أن قامت ثورة يناير التى أزاحت النظام وشارك الإخوان من هادنهم فى معركة الجمل وقتل الثوار ليزيجوا من أعطى لهم جواز مرور ب 88 مقعد فى البرلمان عام 2005 ويهمش الأقباط .
  
وأمسك زمام الأمور مجلس عسكرى كل أمله الخروج الآمن  ولهذا رضخ للتيارات الدينية وسدت آذانه وبح صوته عن وحدة الوطن ومشاركة الكل ليسلم مصر للإخوان ليتحكموا فى مصير مصر ويحولوا مصر إلى حاضنة للارهاب العالمى لتصبح سينا وجبل الحلال تورا بورا مصر ..وضحى المجلس العسكرى السابق ليس بالاقباط فقط بل بمصركلها لصالح قلادات النيل والخروج الآمن .
   
ثم رحل الإخوان وتخيل الأقباط أنه بخروجهم سوف تنته عذاباتهم ..وبدأ تهديد الاسلاميين ووعيد السلفيين والاسلام السياسي الذين هبوا لانقاذ مصر فحرقت 85 كنيسة ودمر 970 منزل و 37 صديلية و16 مدرسة و3 فنادق عائمة ....واستشهد 6 اقباط وخطف مايقرب من 500 فتاة فبطية اغتصبت بعضهم وتحولوا للاسلام عنوة ...اظهر النظام الجديد وجها طيبا تجاة الاقباط ووعد بتعويضهم وبناء كنائسهم ....هيهات تناسى وعودة ومازالت كنائس الاقباط شاهدة على تضحيات الاقباط خسة وارهاب الجماعات الدينية ..وتجاهل المجلس العسكرى ..  وشارك فى اعداد دستور مشوة لايخدم الثورة ولا يحقق مدنية الدولة كاملة انما ارتشى بدستور موائمات مع السلفيين وجماعات الاسلام السياسي وتناسي وأهمل حقوق الاقباط ودماء الشهداء ..
  
اعتقد الاقباط ان تضحيتهم لن تضيع ووثقوا بعهود المجلس العسكرى وحكومة العواجيز لتأتى الطامة الكبرى بأحكام قضائية تنكل بهم وبذويهم بأحكام فاشية عنصرية ضد المجنى عليه ورأفة وتسامح مع الجناة ...فموت 6 أقباط وحرق قبطى حياً " رضا هلال " يحكم على ذويهم ويترك الجناة طلقاء .
        
بالطبع كل هذه الأعمال تعكس انحلال خلقى وإنسانى من انظمة تستغل الأقباط ثم تنكل بهم بعد ذلك وتتركهم وليمة على موائد التيارات الدينية المتطرفة والطابور الخامس فى القضاء والشرطة ...لينالوا جزاءهم لثقتهم فى أولى الامر .
           
لقد قدم الاقباط كل هذه التضحيات من أجل مصر من أجل وطنهم من أجل إيمانهم ....ترى أليس هذا يعكس خسة وندالة الأنظمة .
         
السؤال الهام ماذا يجب أن يفعله الأقباط فى مرحلة الكفاح لنيل الحقوق!



 


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com