هلم نحتفل بميلاد المسيح
بقلم هانى مراد
يأتى الميلاد هذا العام على بلادنا مصر وسط ظروف بالغة الصعوبة
مازال المصريون يعانون من الفوضى و غياب الأمن..مازال الوضع الاقتصادى يزداد تدهوراً..
لا يزال المستقبل يكتنفه الغموض..و لا يزال الأقباط يدفعون النصيب الأكبر من الفاتورة..فلا تزال دماءهم تسيل..و العدالة مختلة.. و المواطنة منتهكة.
لا نزال نعيش فى زمن ظلم الأقباط و اضطهادهم.و لكن دعونا لا ننسى و نحن نودع عاماً بكل ما فيه من أفراح و أحزاناننا قد تخلصنا من حكم دينى فاشى..
ان الله كان معنا وو ان المصريين أبهروا العالم بوقفتهم الشجاعة امام الارهاب للخلاص من الكابوس الاخوانى..و الذى لم يكن له ان ينجح الا بتوحد كل المصريين ضد كل من تأمر على مصر و المصريين..و هذه معجزة بكل المقاييس خاصة وسط كل هذه الظروف ..و ان الذى ابتدأ معنا عمل صالح سيكمل الى النهاية.. دعونا نحتفل بميلاد المسيح..
ميلاد المسيح ليس هو احتفال بمولد احد الانبياء..
انه احتفال بدخول الله عالم البشر..
لقد اتى الاله متجسدا في صورة انسان..
ها العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعونه عمانوئيل اى الله معنا
البشرية تتألم و انا و انت كذلك نتألم..
و المسيح أتى بالذات لمن يتألمون.
لم يأتى المسيح ليؤسس دينا او ليكون له اتباع..
المسيح اتى من اجل الحزانى لكى يفرحهم.
و أنا شخصيا احتاج المسيح الآتي للعالم ليمنحنى غفرانا و فرحا و خلاصا
مهما اختبرت الرفض مرارا و تكرارا و شتى انواع الاهمال و الترك.
و ان لم تجد عطفا من قريب او بعيد
ميلاد المسيح يعنى انك لست مضطرا ان تواجه تحديات الحياة و اوجاعها بمفردك..وهذا يعنى ان الهزيمة لم تعد حتمية
بل كل مؤمن بالمسيح يمكنه الانتصار على ذاته و الخطية و الأحزان.
فالميلاد يحمل رسالة هامة تقول :
انت لست وحيدا. .
اتيت خصيصا لأجلك. . أنا أحبك.. .
سأحمل عنك اوجاعك. . و اريحك من كل اتعابك.
سأسدد كل ديونك. .وافرحك من كافة احزانك..
اعطيك جمالا عوضا عن الرماد و فرحا عوضا عن الحزن..
و اعوض لك عن السنين التى اكلها الجراد..
و انجح طريقك و اجعلك مثمرا
فقط ارفض الاستسلام للفشل و افتح قلبك لحبي..
آمن اننى ولدت من اجلك انت بالذات..
و انه ستكون لك حياة الفرح و الانتصار..
مهما تكن ظروفك فى هذا الميلاد..
اجعل منه بايمانك نقطة تحول تاريخية فى حياتك..
تماما كما فعل المسيح في تاريخ البشرية.