يا مسيحي الشرق.. لا تخافوا

بقلم هانى مراد

 

ما هو الهدف من هذه الجرائم الوحشية التي يتعرض لها المسيحيون في الوطن العربي، من خطف للراهبات وذبح للمسيحيين وفرض الجزية في سوريا.. تهجير وقتل وتفجير كنائس في العراق.. والسلسلة طويلة مع أقباط مصر والتي كان آخرها الجريمة النكراء التي أستشهد فيها سبعة من الأقباط في ليبيا رمياً بالرصاص قتلاً على هويتهم المسيحية؟

هي رسالة تخويف وبث للرعب في قلوب مسيحي الشرق، لا شك في ذلك!

 لا يمكننا القول بأننا أمام عصر إستشهاد جديد لأن عصر الإستشهاد قد بدأ منذ وقت ليس بقليل...

والرسالة الآتية للمسيحيين ليست من عصابات التكفير والجهاد الذين ينفذون القتل والحرق بحق المسيحيين ولكن آتية من المحرض الحقيقي وهو إبليس.

  قتل قايين هابيل في فجر الخليقة ولم يكن هناك غيرهما أخوان..

  قتل الشرير من هو أبر منه.. 

وتكشف لنا كلمة الله عن أبعاد هذه الجريمة فتقول عن قايين أنه كان من الشرير؛ أي أن الشيطان كان هو المحرض والذي دفعه لقتل أخيه.. 

وفي موضع آخر يتحدث لنا الوحي عن إبليس فيقول أن ذاك كان قتالاً للناس منذ البدء.

وهو نفسه الذي حرض اليهود والرومان .. هيرودس وبيلاطس على التخلص من المسيح.

وهو الذي دفع رؤساء وملوك تلك الفترة لشن إضطهاداً وحشياً عنيفاً على المسيحية والمسيحيين الذين لم يكن لهم وقتها جيشاً يدافع عنهم أو يحميهم، ولكنهم واجهوا بشجاعة نيران الإضطهاد والأسود الجائعة والسيوف الباطشة، ولكن كتبوا بموتهم شهادات ميلاد لملايين من قاتليهم.

وانتصرت المسيحية.. انتصر المسحيون الضعفاء الذي لم يوجد من يحميهم من القتل، ووهبوا الحياة للعديد من قاتليهم كما حدث مع استفانوس وشاول.دعونا نسمع لصوت المسيح... صوت الحق وصوت الحياة عندما قال ويقول لنا "وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ." (متى 28:10)

علينا أن نعترف بحقيقة أننا سنواجه الموت يوماً لا مفر. وعلينا أن نكون على استعداد دائم لهذه اللحظة لأننا لا نعرف متى تأتي.

والمؤمن الحقيقي بالمسيح لا يخاف الموت لأنه يعلم أنه انتقل من الموت إلى الحياة وأنه سوف يكون مع المسيح للأبد وذاك أفضل جداً، وهذا ليس حسب أعماله الصالحة ولكن على حساب دم المسيح المسفوك من أجله على الصليب. "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 16:3)

فلا خوف من الموت والإستشهاد.الذي عليه أن يخاف ويرتعب هو إبليس لأنه مهزوم ويومه آت، وكل من اتبعوا طريقه.. طريق الكراهية والقتل ظانين أنه الطريق المستقيم وآخرته جهنم مع إبليس وملائكته.

دعونا نتذكر أنه كلما هاجم الشيطان الكنيسة إرتد خاسراً وامتدت الكنيسة على حساب أعوان الشيطان. فدماء الشهداء هي بذار الكنيسة وكما تحولت آلام وأحزان الكنيسة الأولى لأفراح وانتصارات وانتشرت المسيحية في قلوب الملايين، هكذا ستكون هذه الأيام أيضاً. 

لا تستسلموا لتهديدات الشيطان وروح خوفه بل اخضعوا لصوت المسيح القائل لا تخافوا.نعم.. لا تخافوا من الذي يقتل الجسد.. من يأخذ بالسيف؛ بالسيف أيضاً يؤخذ، أما من يضع حياته لأجل المسيح فسيحفظها لحياة أبدية ويغلب الشيطان "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ (المسيح) وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ." (رؤيا 11:12).

إن كلمات المسيح تتحقق بأن كل من يقتلوننا يظنون أنهم يقدمون خدمة لله ولكن مع الإستشهاد يأتي الانتصار وإنتشار أكبر للإنجيل والإيمان وهزيمة للشيطان ويعظم انتصارنا بالذي أحبنا.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com